بعد الطلقة الثالثة هو: حلها بعد الزواج بزوج آخر، وضد وجوب
الصوم في النهار هو: عدم وجوبه في الليل، وضد عدم قربان
الزوجة قبل الطهر هو: حلها بعد الطهر.
المذهب الثاني: أن مفهوم الغاية ليس بحُجَّة.
أي: أن الحكم إذا قيد بغاية فإنه لا يدل على نفي هذا الحكم فيما
بعد الغاية، وهو مذهب كثير من الحنفية، وبعض الشافعية
كالآمدي، وبعض المالكية كالباجي.
دليل هذا المذهب:
أن النطق واللفظ خاص بحكم ما قبل الغاية، أما ما بعد الغاية
فهو مسكوت عنه: لم يتعرض له اللفظ والنطق لا بنفي، ولا
بإثبات، فيبقى على النفي الأصلي، وهو الأصل فتبقى الذمة بريئة
من التكليف فيه.
جوابه:
نسلم لكم أن الأصل هو بقاء الذمة بريئة من التكاليف، ولكن إذا
جاء دليل يغير هذه الحالة ويرفع هذا الأصل أخذنا به، وعندنا قد قام
دليل على أن حكم ما بعد الغاية يكون ضد ما قبلها، وهي الأدلة
الثلاثة السابقة الذكر.
بيان نوع الخلاف:
الخلاف هنا هو معنوي، حيث إنه أثر على بعض الفروع،
ومنها: الأمثلة السابقة.
وأيضا: أن الغسل يجزئ عن الوضوء بدليل مفهوم الغاية في قوله
تعالى: (حتى تغتسلوا) ، فإن مفهومه: إن اغتسلتم فلكم أن