بيان نوع الخلاف:
الخلاف معنوي، حيث أثر في بعض الفروع الفقهية، ومنها:
أنه لما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "في سائمة الغنم الزكاة "، فإن مفهومه: أنه لا زكاة في معلوفة الغنم، أما معلوفة الإبل والبقر ففيها
الزكاة؛ وهذا بناء على القول الأول - وهو: أن تقييد الحكم بالصفة
في جنس يدل على نفيه عما عداه في ذلك الجنس -.
أما بناء على القول الثاني: فإنه لا زكاة في معلوفة الغنم والإبل
والبقر، لأن تقييد الحكم بالصفة في جنس يدل على نفي الحكم عما
عدا الموصوف بها في ذلك الجنس وفي غيره.
ثمالثما: صور مفهوم الصفة.
مفهوم الصفة له صور وهي كما يلي:
الصورة الأولى؛ أن يذكر اسم عام، ثم يذكر بعده وصف خاص
مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"في الغنم السائمة زكاة " - وهو كما سبق -.
الصورة الثانية: تخصيص الحكم بصفة عارضة، والمراد منها:
تعليق الحكم على صفة لا تستقر، بل تطرأ أحيانا وتزول أحيانا
أخرى مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -:
"الثيب أحق بنفسها من وليها "،
فهنا اقترن الحكم - وهو كون المرأة أحق بنفسها من وليها - بوصف - وهو
الثيوبة - وهذا الوصف طارئ على المرأة.
الصورة الثالثة: مفهوم التقسيم وهو: أن يذكر قسمين، ويذكر
حكم أحد القسمين، فإن هذا يدل على انتفاء ذلك الحكم عن القسم
الآخر، مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -:
" الأيم أحق بنفسها من وليها والبكر تستأذن "،
فهنا قسم المرأة إلى قسمين: