قلت: وغسان حرق أحمد بن حنبل ما كتب عنه.
قيام الليل والترغيب فيه
4113 - ابن أبي عروبة، نا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام قال: "انطلقت إلى ابن عباس فسألته عن الوتر. فقال: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: قلت: من؟ قال: عائشة، فائتها فسلها ثم أعلمني ما ترد عليك. فانطلقت إليها فأتيت على حكيم بن أفلح [فاستلحقته] (?) فانطلقنا إلى عائشة فاستأذنا فدخلنا فقالت: من هذا؟ قال: حكيم بن أفلح. قالت: من هذا معك؟ قلت: سعد بن هشام. قالت: من هشام؟ قلت: ابن عامر. قالت: نعم المرء كان عامر أصيب يوم أحد. دلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان القرآن. قال: فهممت أن أقوم فبدا لي فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: ألست تقرأ: {يا أيها المزمل} (?) قلت: بلى. قالت: فإن الله افترض القيام في أول هذه السورة فقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه حولا حتى انتفخت أقدامهم، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السماء، ثم أنزل الله التخفيف في آخرها فصار قيام الليل تطوعًا بعد فريضة. قال: فهممت أن أقوم فبدا لي وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قالت: كنا نعد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل يتسوك ويتوضأ ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة فيدعو ربه ويصلي على نبيه ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيقعد، ثم يحمد ربه ويصلي على نبيه ويدعو ثم يسلم تسليمة يُسمعنا ثم يصلي ركعتين بعدما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشرة ركعة يابني، فلما أسن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأخذ اللحم أوتر بسبع وصلى ركعتين بعدما يسلم، وكان إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلم نبي الله قرأ القرآن كله في ليلة، ولا قام ليلة حتى الصباح، ولا صام شهرًا قط كاملا غير رمضان. فأتيت ابن عباس فأخبرته بحديثها فقال: صدقت" (?).