3539 - الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود قال: "سمعت القراءة فوجدناهم متقاربين، اقرءوا كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف، فإنما هو كقول أحدهم هلم وتعال وأقبل".

قال أبو عبيد: قوله: "سبعة أحرف" يعني سبع لغات من لغات العرب، وليس معناه أن يكون في الحرف الواحد سبعة أوجه، هذا ما لم نسمع به قط، لكن نقول اللغات السبع متفرقة في القرآن، فبعضه نزل بلغة قريش، وبعضه بلغة هوازن، وبعضه بلغة هذيل، وبعضه بلغة أهل اليمن، وكذلك سائر اللغات ومعانيها في هذا كله واحد، ومما يبين لك ذلك قول ابن مسعود: ... فذكره. قال: وكذلك قال ابن سيرين: إنما هو كقولك: هلم وتعال وأقبل، ثم فسره ابن سيرين فقال: في قراءة ابن مسعود: "إن كان إلا زقية واحدة" وفي قراءتنا {صَيْحَةً وَاحِدَةً} (?) والمعنى فيهما واحد، وعلى هذا سائر اللغات.

3540 - إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أنس "في قصة جمع القرآن حين دعا عثمان زيدًا فأمره وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا المصحف في المصاحف وقال: ما اختلفتم أنتم وزيد فيه فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم. فكتبوا الصحف في المصاحف. قال الزهري: فاختلفوا هم وزيد في {التَّابُوتُ} فقال الرهط القرشيون: {التَّابُوتُ} وقال زيد: "التابوه" فرفعوا اختلافه إلى عثمان فقال: اكتبوه {التَّابُوتُ} فإنه بلسان قريش.

3541 - ابن أبي الزناد، عن أبيه، خارجة بن زيد، عن أبيه قال: القراءة سنة. إنما أراد أن اتباع من قبلنا في الحروف وفي القراءات سنة متبعة، لا يجوز مخالفة المصحف الذي هو إمام ولا مخالفة القراءات التي هي مشهورة وإن ساغ في اللغة، فأما الأخبار التي وردت في إجازة قراءة "غفور رحيم" بدل "عليم حكيم" فلأن جميع ذلك مما نزل به الوحي، فإذا قرأ ذلك في غير موضعه، ما لم يختم آية عذاب بآية رحمة أو رحمة بعذاب فكأنه قرأ آية من سورة وآية من سورة أخرى فلا يأثم بقراءتها كذلك، والأصل ما استقرت عليه القراءة في السنة التي توفي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعدما عارضه به جبريل في تلك السنة مرتين، ثم اجتمعت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015