16034 - أبو أسامة (م) (?)، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، سمعت الحارث بن سويد يقول: "أتينا ابن مسعود فحدثنا بحديثين: أحدهما عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، والآخر عن نفسه، فقال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: للَّه أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن من رجل قال بأرض فلاة دوّيّة مُهلكة وسعه راحلته عليها طعامه وشرابه، فنزل عنها، فنام وراحلته عند رأسه، فاستيقظ وقد ذهبت، فذهب في طلبها فلم يقدر عليها حتى أدركه من العطش، فقال: واللَّه لأرجعن فلأموتن بحيث كان رحلي، فرجع فنام فاستيقظ، وإذا راحلته عند رأسه عليها طعامه وشرابه. ثم قال عبد اللَّه: إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس في أصل جبل يخاف أن ينقلب عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا، فذهب. وأمرّ بيده على أنفه".
قال المؤلف: الفرح المضاف إلى اللَّه بمعنى الرضا والقبول كقوله: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (?) يعني راضون. كذا فسره بعضهم وهو حسن.
قلت: ليت المؤلف سكت فإِن الحديث من أحاديث الصفات التي تُمرّ على ما جاءت كما هو معلوم من مذهب السلف، والتأويل الذي ذكره ليس بشيء فإِنه يسأل عن معنى الرضا فيأوله بمعنى الإِرادة، والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم-[قد] (?) جعل فرح الخالق عز وجل أشد من فرح الذي ضلت راحلته فتأمّل هذا وكفّ، واعلم أن نبيك لا يقول إِلا حقًا، فهو أعلم بما يجب للَّه وما يمتنع عليه من جميع الخلق، اللهم اكتب الإِيمان بك في قلوبنا، وأيدنا بروح منك.
وفي التوبة من الذنوب أحاديث؛ فمن مات وقد تلوث بالذنوب والخطايا فهو تحت مشيئة اللَّه، إن شاء غفر له بفضله الصغائر والكبائر، وإن شاء عاقبه بعدله ثم رحمه.
16035 - الأعمش (خ م) (?)، نا زيد بن وهب، نا واللَّه أبو ذر بالربذة، قال: "كنت مع