رسول اللَّه: أبشر، فقد جاءك اللَّه بقضائك". ثم قال: ألم تر إلى الركائب المناخات الأربع؟ فقلت: بلى، فقال: إن لك رقابهن وما عليهن فإن عليهن كسوة وطعامًا أهداهن إليّ عظيم فدك فاقبضهن واقض دينك. ففعلت.
14607 - إسرائيل، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن علي قال: "أهدى كسرى إلى رسول اللَّه فقبل منه، وأهدى قيصر إليه فقبل منه، وأهدت له الملوك فقبل منهم".
قلت: ثوير واه.
وقال الشافعي في القديم: "أهدى أبو سفيان إلى رسول اللَّه أدمًا فقبل منه، وأهدى إليه صاحب الإسكندرية مارية أم إبراهيم فقبلها، وغيرهما قد أهدى إليه ولم يجعل ذلك بين المسلمين".
14608 - عمران القطان، عن قتادة، عن يزيد بن عبد اللَّه، عن عياض بن حمار قال: "أهديت إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ناقة أو هدية، فقال: أسلمت؟ قلت: لا. فقال: "إني نهيت عن زبْدِ المشركين" (?).
حماد بن زيد، نا أبو التياح، نا الحسن، عن عياض: "أهديت إلى رسول اللَّه فقال لي: أسلمت؟ فقلت: لا. فأبى أن يقبلها وقال: إنا لا نقبل زبْد المشركين. قلت للحسن: ما زبْد المشركين؟ قال: رِفدهم".
قال المؤلف: يحتمل رده هديته التنزيه، وقد يَغيظه برد هديته فيحمله ذلك على الإسلام، وأحاديث القبول أثبت.
نصاري العرب تضعّف عليهم الصدقة
14609 - أبو بكر بن عياش، عن أبي إسحاق الشيباني، عن السفاح، عن داود بن كردوس، قال: "صالح عمر بني تغلب على أن يضاعف عليهم الصدقة ولا يمنعوا أحدًا منهم أن يسلم وأن لا يغمسوا أولادهم" ورواه أبو معاوية، عن الشيباني ولفظه: "صالح بني تغلب على أن لا يَصْبَغوا في دينهم شيئًا، وعلى أن عليهم الصدقة مضاعفة، وعلى أن لا يُكرَهوا على دين غير دينهم فكان داود يقول: ما لبني تغلب ذمّة قد صبغوا".