وجندًا بالعراق وجندًا باليمن، وحتى يعطى الرجل المائة فيسخطها. قلت: يا رسول اللَّه، ومن يستطع الشام وبه الروم ذوات القرون؟ قال: واللَّه ليفتحنها اللَّه عليكم، وليستخلفنكم فيها حتى يظل العصابة البيض منهم قمصهم المُلْحَمة (?) أقفاؤهم قيامًا على الرويجل الأسود منكم المحلوق ما أمرهم من شيء فعلوه، وإن بها اليوم رجالًا لأنتم أحقر في أعينهم من القردان في أعجاز الإبل، فقلت: يا رسول اللَّه، اختر لي إن أدركني ذلك. قال: إني أختار لك الشام فإنه صفوة اللَّه من بلاده وإليه تجتبى صفوته من عباده، يا أهل اليمن عليكم بالشام فإن صفوة اللَّه من أرضه الشام، ألا فم أبي فليستق في غُدُر اليمن فإن اللَّه قد تكفل لي بالشام وأهله" قال نصر: فسمعت عبد الرحمن ابن جبير يقول فعرف أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- نعت هذا الحديث في جَزء بن سُهيل السلمي وكان على الأعاجم في ذلك الزمان، فكان إذا راحوا إلى مسجد نظروا إليه وإليهم قيامًا حوله فعجبوا لنعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيه وفيهم قال نصر: أقسم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في هذا الحديث ثلاث مرات لا نعلم أنه أقسم في حديث مثله" (?) وقد مر من قريب حديث ابن زغب، عن ابن حوالة في ذلك.

14480 - يونس، عن ابن إسحاق في قصة خالد حين فرغ من اليمامة قال: فكتب أبو بكر إلى خالد: سلام عليكم؛ فإني أحمد إليكم اللَّه الذي لا إله إلا هو أما بعد، فالحمد للَّه الذي أنجز وعده ونصر عبده وأعز وليه وأذل عدوه وغلب الأحزاب فردًا؛ فإن اللَّه قال: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ. . .} (?) الآية، وعدًا منه لا خلف له، ومقالًا لا ريب فيه، وفرض الجهاد على المؤمنين فقال: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ} (?) حتى فرغ من الآيات، فاستتموا موعبد اللَّه إياكم وأطيعوه فيما فرض عليكم وإن عظمت فيه المؤنة واشتدت الرزية وبعدت الشقة وفجعتم في ذلك بالأموال والأنفس، فإن ذلك يسير في عظيم ثواب اللَّه فاغزوا رحمكم اللَّه في سبيل اللَّه خفافًا وثقالًا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم ألا وقد أمرت خالد بن الوليد بالمسير إلى العراق فلا يبرحها حتى يأتيه أمري فسيروا معه ولا تتثاقلوا عنه؛ فإنه سبيل يعظم اللَّه فيه الأجر لمن حسنت فيه نيته وعظمت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015