فتية من الأنصار ثلاثة فقالوا: من أنتم؟ قالوا رهط من الأنصار قالوا: ما بنا إليكم حاجة ثم بادر مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة. فلما قاموا ودنوا منهم فقالوا: ممن أنتم؟ فأخبروهم فقال: نعم أكفاء كرام. فبارز عبيدة عتبة فاختلفا ضربتين كلاهما أثبت صاحبه وبارز حمزة شيبة فقتله مكانه، وبارز علي الوليد فقتله، ثم كرّا على عتبة فدفعا عليه واحتملا صاحبهما فجازوه إلى الرحل". قال الشافعي: "وبارز محمد بن مسلمة مرحبًا بأمر النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وبارز يومئذ الزبير ياسرًا".

14275 - ابن إسحاق، حدثني عبد اللَّه بن سهل، عن جابر بن عبد اللَّه قال: "خرج مرحب اليهودي من حصن خيبر قد جمع سلاحه وهو يرتجز ويقول: من يبارز؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: من لهذا؟ فقال محمد: أنا له يا رسول اللَّه، أنا واللَّه الموتور الثائر قتلوا أخي بالأمس. قال: قم إليه، اللهم أعنه عليه. . . " فذكر الحديث. وضربه محمد بن مسلمة حتى قتله. قال ابن إسحاق: "وخرج ياسر فبرز له الزبير فقالت صفية لما خرج إليه الزبير: يا رسول اللَّه، يقتل ابني! قال: بل ابنك يقتله إن شاء اللَّه. فخرج الزبير وهو يرتجز، ثم التقيا فقتله الزبير، قال: وكان ذكر أن عليًّا هو قتل ياسرًا". كذا في هذه الرواية أن ابن مسلمة هو قتل مرحبًا.

14276 - وقال عكرمة بن عمار (م) (?) حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي قال: "قدمنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. . . " الحديث. وفيه: "فأرسل إلى علي يدعوه وهو أرمد، فقال: لأعطين الراية اليوم رجلًا يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله. قال: فجئت به أقوده، فبصق رسول اللَّه في عينيه فبرأ فأعطاه الراية، فبرز مرحب وهو يقول:

قد علمت خيبر أني مرحب ... شاك السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال: فبرز له علي وهو يقول:

أنا الذي سمتني أمي حيدره ... كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره

فضرب مرحبًا ففلق رأسه، فقتله وكان الفتح".

14277 - يونس بن بكير، عن المسيب بن مسلم الأزدي، نا عبد اللَّه بن بريدة، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015