بلى واللَّه إنه لهو يا معشر يهود، إنه واللَّه لهو لصفته. ثم نزلوا فأسلموا وخلوا أموالهم وأولادهم وأهاليهم وكانت في الحصن، فلما فتح رد ذلك عليهم".

14222 - نا عمر بن الخطاب أبو حفص (د) (?) نا الفريابي، نا أبان بن عبد اللَّه، حدثني عثمان ابن أبي حازم، عن أبيه، عن جده صخر "أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- غزا ثقيفًا، فلما أن سمع ذلك صخر ركب في خيل يمد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فوجد نبي اللَّه قد انصرف ولم يفتح فجعل صخر حينئذٍ عهد اللَّه وذمته أن لا يفارق هذا القصر حتى ينزلوا على حكم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلم يفارقهم حتى نزلوا على حكم رسول اللَّه، فكتب إليه صخر: أما بعد، فإن ثقيفًا قد نزلوا على حكمك يا رسول اللَّه وأنا مقبل إليهم وهم في خيل. فأمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بالصلاة جامعة فدعا لأحمس عشر دعوات: اللهم بارك لأحمس في خيلها ورجالها. وأتاه القوم، فتكلم المغيرة فقال: يا رسول اللَّه، إن صخرًا أخذ عمتي ودخلت فيما دخل فيه المسلمون. فدعاه فقال: يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا دماءهم وأموالهم؛ فادفع إلى المغيرة عمته. فدفعها إليه، وسأل نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ماء لبني سليم قد هربوا عن الإسلام وتركوا ذلك الماء، فقال: يا نبي اللَّه، أنزلنيه أنا وقومي. قال: نعم. فأنزله وأسلم -يعني: السلميين- فأتوا صخرًا فسألوه أن يدفع إليهم الماء فأبى، فأتوا نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا نبي اللَّه، أسلمنا وأتينا صخرًا ليدفع إلينا ماءنا فأبى علينا. فدعاه فقال: يا صخر، إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم؛ فادفع إلى القوم ماءهم. قال: نعم يا نبي اللَّه. فرأيت وجه رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يتغير عند ذلك حمرة حياء من أخذه الجارية وأخذه الماء".

قال المؤلف: الاستدلال وقع بقوله: "إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم" فأما استرداد الماء بعد الهبة فلعله باستطابة نفسه، ولذلك ظهر في وجهه الحياء، وعمة المغيرة إن كانت أسلمت بعد الأخذ، فكأنه رأى إسلامها قبل القسمة يحرز مالها أو يكون إسلامها قبل الأخذ، وصخر هو ابن العَيّلة، قاله أبو نعيم عن أبان، عن عثمان، عن صخر لم يقل: عن أبيه. وروى في قصة رعية السُحَيمي ما دل على ما دل عليه ظاهر قصة عمة؛ المغيرة، فإنه أسلم ثم قال: يا رسول اللَّه، أهلي ومالي! قال: أما مالك فقد قسم بين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015