ولا علمنا ما أراد القوم. وقد كان في حرة فمشى، فقال: إن الماء قليل، فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قومًا قد سبقوه فلعنهم يومئذٍ".
قال الشافعي: وتخلف آخرون منهم فيمن بحضرته، ثم أنزل اللَّه عليه غزاة تبوك أو منصرفه منها من أخبارهم فقال: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ. . .} إلى قوله: {وَهُمْ فَرِحُونَ} (?) ". قال المؤلف: هو بينٌ في مغازي ابن عقبة وابن إسحاق.
13920 - ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة قال: "ثم إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تجهز غازيًا يريد الشام، فأذَّن في الناس بالخروج وأمرهم به في قيظ شديد في ليالي الخريف، فأبطأ عنه ناسٌ كثير، وهابوا الروم، فخرج أهل الحسبة وتخلف المنافقون وحدثوا أنفسهم أنه لا يرجع أبدًا، وثبطوا عنه من أطاعهم، وتخلف عنه رجال من المسلمين لأمر كان لهم فيه عذر -فذكر القصة- قال: وأتاه الجدُّ بن قيس وهو جالس في المسجد معه نفر، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: تجهز فإنك موسر، لعلك تُحقب بعض بنات الأصفر. فقال: يا رسول اللَّه، ائذن لي ولا تفتنِّي ببنات الأصفر، فأنزل اللَّه فيه وفي أصحابه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ. . .} (?) عشر آيات يتبع بعضها بعضًا، وخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- والمؤمنون معه، وكان فيمن تخلف ابن عنمة -أو عثمة (?) - من بني عمرو بن عوف فقيل له: ما خلفك عن رسول اللَّه؟ قال: الخوض واللعب. فأنزلت: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ. . .} (?) ثلاث آيات".
13921 - عقيل (خ) (?) عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن كعب أن عبد اللَّه بن كعب قائد كعب -حين عمي- من بنيه، قال: "سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة تبوك، قال كعب: لم أتخلف عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في غزوة غزاها قط إلا في غزوة تبوك، غير أني تخلفت عن غزوة بدر، ولم يعاتب اللَّه أحدًا