إليَّ مفتاح الكعبة، وليهلكن اللَّه كسرى وقيصر، ولتخفقن كنوزهما في سبيل اللَّه. فقال رجل ممن معه لأصحابه؟ ألا تعجبون من محمد؛ يعدُنا أن نطوف بالبيت وأن نقسم كنوز (كسرى) (?) والروم، ونحن هاهنا لا يأمن أحدنا أن يذهب إلى الغائط، واللَّه لما يعدنا إلا غرورًا. وقال آخرون ممن معه: ائذن لنا؛ فإن بيوتنا عورة. وقال آخرون: يا أهل يثرب، لا مقام لكم فارجعوا. وسمى ابن إسحاق القائل الأول: مُعتّب بن قشير، والقائل الثاني: أوس بن قيظيّ.
ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة بنحو من هذه القصة وقال في آخرها: "وقال رجال منهم يخذلون عن رسول اللَّه: يا أهل يثرب، لا مقام لكم فارجعوا".
قال الشافعي: ثم غزا بني المصطلق فشهدها معه منهم عدد فتكلموا بما حكى اللَّه من قولهم: {لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ} (?) وغير ذلك مما حكى اللَّه من نفاقهم".
13916 - شعبة (ت) (?) عن الحكم، سمعت محمد بن كعب القرظي يقول: سمعت زيد ابن أرقم يقول: "لما قال عبد اللَّه بن أبيِّ: لا تنفتوا على من عند رسول اللَّه حتى ينفضوا، وقال: لئن رجعنا المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، أخبرت بذلك رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فلامتني الأنصار، وحلف عبد اللَّه ما قال ذلك، فرجعت إلى المنزل فنمت، فأتاني رسول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأتيته، فقال: "إن اللَّه قد صدقك وعذرك، ونزل: {هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا. . .} الآية".
13917 - ابن عيينة (خ م) (?) قال عمرو: سمعت جابرًا يقول: "كنا في غزاة، فكسع رجل من المهاجرين رجلًا من الأنصار (?) فقال: دعوها؛ فإنها منتنة. فسمع ذلك عبد اللَّه فقال: قد فعلوها، أما واللَّه لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. فبلغ ذلك رسول اللَّه فقال (?): دعه، لا يتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه. قال: وكانت الأنصار