أبي هريرة: "أتي النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- برجل قد شرب، فقال: اضربوه. فمنا الضارب بيده، ومنا الضارب بنعله، ومنا الضارب بثوبه، فلما انصرف قال بعض القوم: أخزاك اللَّه. قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تقولوا هكذا ولا تعينوا الشيطان عليه، ولكن قولوا: رحمك اللَّه".
يحيى بن أيوب (د) (?) نا ابن الهاد بهذا، وفيه: "فمنهم من ضربه بنعله، ومنهم من ضربه بيده، ومنهم بثوبه، ثم قال: ارجعوا. ثم أمرهم فبكتوه، فقالوا: ألا تستحيي مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تصنع هذا. ثم أرسله، فلما أدبر وقع القوم يدعون عليه، يقول القائل: اللهم أخزه، اللهم العنه. فقال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه".
13644 - الليث (خ) (?) حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه عن عمر "أن رجلًا على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كان قد جلده في الشراب، فأتي به يومًا فأمر به فجلد فقال رجل: اللهم العنه، ما أكثر ما يؤتى به. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لا تلعنه، فواللَّه ما علمتُ أنه يحب اللَّه ورسوله".
13645 - ابن عيينة، عن الزهري، سمع السائب بن يزيد، سمعت عمر يقول: "ذكر لي أن عبيد اللَّه بن عمر وأصحابًا له شربوا شرابًا، وأنا سائل عنه، فإن كان يسكر حددتهم" قال سفيان، عن معمر، عن الزهري، عن السائب: "فرأيته يحدهم" (?).
13646 - أبو اليمان، أنا شعيب، عن الزهري، أخبرني سالم أن عبد اللَّه بن عمر قال: "شراب أخي عبد الرحمن وشرب معه أبو سروعة عقبة بن الحارث ونحن بمصر في خلافة أبي فسكرا، فلما صحوا انطلقا إلى عمرو بن العاص وهو أمير مصر فقالا: طهرنا؛ فإنا قد سكرنا من شراب شربناه. قال ابن عمر: فلم أشعر أنهما أتيا عمرًا، قال: فذكر لي أخي أنه قد سكر، فقلت له: ادخل الدار أطهرك. قال: إنه قد حُدّث الأمير، فقلت: واللَّه لا تُحلَق اليومَ على رءوس الناس، ادخل أحلقك. وكانوا إذ ذاك يحلقون مع الحد، فدخل معي الدار، فحلقت أخي بيدي، ثم جلدهما عمرو، فسمع عمر بن الخطاب بذلك، فكتب إلى عمرو أن ابعث إليَّ عبد الرحمن على قتب، ففعل، فلما قدم عبد الرحمن على عمر جلده وعاقبه من