يقودها حتى أناخها وقعد، ثم إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قام فأقبل إلى ناقته فقال: من هذا؟ . فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: فإني مسر إليك سرًا لا تحدثن به أحدًا، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان -رهط ذوي عدد من المنافقين- قال: فلما توفي رسول اللَّه واستخلف عمر فكان إذا مات الرجل من صحابة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ممن يظن عمر أنه من أولئك الرهط أخذ بيد حذيفة فقاده فإن مشى معه صلى عليه، وإن انتزع من يده لم يصل عليه وأمر من يُصلي عليه". هذا مرسل.
عقيل، عن ابن شهاب، أخبرني عروة قال: "بلغنا أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حين غزا تبوك نزل عن راحلته فأوحي إليه وهي باركة فقامت نجر زمامها حتى لقيها حذيفة قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: فإني أسر إليك أسرًا فلا تذكرنه، إني قد نهيت أن أصلي على فلان وفلان ورهط ذوي عدد من المنافقين لم يُعلم ذكرهم لغير حذيفة، فلما كان عمر في خلافته إذا مات رجل يظن أنه منهم أخذ بيد حذيفة فاقتاده إلى الصلاة عليه فإن مشى معه حذيفة صلى عليه، وإن انتزع يده انصرف عمر معه وأمر عمر من يُصلي عليه".
13085 - القطان (خ) (?) نا ابن أبي خالد، عن زيد بن وهب قال حذيفة: "ما بقي من أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة -أظنه أراد قوله: {فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ} (?) قال: وما بقي من المنافقين إلا أربعة. قال: وخلفنا أعرابي جالس قال: إنكم معشر أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- تدرون ما لا ندري، تزعمون أنه لم يبق من المنافقين إلا أربعة فما بال هؤلاء الذين (يبقرون) (?) بيوتنا تحت الليل؟ فقال حذيفة: أولئك الفساق، أجل لم يبق من المنافقين إلا أربعة إن أحدهم لشيخ كبير لو شرب الماء البارد ما وجد برده". قال المؤلف: كأنه أراد من المنافقين الذين سماهم له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-.