لرجل ممن يدعي الإسلام: هذا من أهل النار. فلما القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به الجراح فأثبتته، فجاء رجل من أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال يا رسور اللَّه، أرأيت الرجل الذي ذكرت أنه من أهل النار قد واللَّه قاتل في سبيل اللَّه أشد القتال وكثرت به الجراح. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أما إنه من أهل النار. فكأن بعض الناس يرتاب، فبينا هم على ذلك وجد الرجل ألم الجراح فأهوى بيده إلى كنانته فاستخرج منها سهمًا فانتحر به، فاشتد رجال من المسلمين إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالوا: يا رسول اللَّه، قد صدق اللَّه حديثك، قد امتحن فلان فقتل نفسه. فقال: يا بلال، قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن، وإن اللَّه يؤيد الدين بالرجل الفاجر". قال الشافعي: لم يمنع رسول اللَّه ما استقر عنده من نفاقه وعلم إن كان علمه من اللَّه فيه من أن حقن دمه بإظهار الإيمان.
13077 - عكرمة بن عمار (م) (?)، حدثني إياس بن سلمة، حدثني أبي قال: "عدنا مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا موعوكًا، فوضعت يدي عليه فقلت: واللَّه ما رأيت كاليوم رجلًا أشد حرًا. فقال نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: ألا أخبركم بأشد حرًا منه يوم القيامة هاذينك الرجلين المقفيين".
13078 - الأسود بن عامر (م) (?)، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن قيس بن عباد قال: "قلت لعمار: أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي أرأيًا رأيتموه أو شيئًا عهد إليكم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ فقال: ما عهد إلينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- شيئًا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: في أصحابي اثنا عشر منافقًا منهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيهم الدبيلة، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم". ورواه غندر عن شعبة وفيه "ثمانية تكفيهم الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى (تنجم) (?) من صدورهم".
قال الشافعي: فإن قيل: فلعل من سميت لم يظهر شركًا سمعه منه آدمي وإنما أخبر اللَّه