أحياء قريش إنكم معشر العُريب كنتم على الحال التي قد علمتم في جاهليتكم من القلة والذلة والضلالة، وإن اللَّه نعَشكم بالإسلام وبمحمد -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى بلغ بكم ما ترون، وإن هذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشام -يعني مروان- واللَّه ما يقاتل إلا على الدنيا، وإن ذاك الذي بمكة واللَّه إن يقاتل إلا على الدنيا، وإن الذين حولكم الذين تدعونهم قراءكم واللَّه إن يقاتلون إلا على الدنيا. قال: فلما لم يدع أحدًا، قال له أبي: فما تأمرنا إذًا؟ قال: إني لا أرى خيرًا للناس اليوم إلا عصابة ملبدة خماص البطون من أموال الناس خفاف الظهور من دمائهم".
13055 - إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس والشعبي قالا: قال مروان لأيمن بن خريم: "ألا تخرج معنا فتقاتل؟ قال: إن أبي وعمي شهدا بدرًا، وإنهما عهدا إليَّ أن لا أقاتل أحدًا يقول لا إله إلا اللَّه، فإن أنت جئتني ببراءة من النار قاتلت معك. قال: فاخرج عنا فخرج وهو يقول:
ولست بقاتل رجلًا يصلي ... على سلطان آخر من قريش
له سلطانه وعليّ إثمي ... معاذ اللَّه من جهل وطيش
أأقتل مسلمًا في غير جرم ... فليس بنافعي ما عشت عيشي"
أمان المسلم والمسلمة وإن كان [عبدًا] (?)
13056 - الأعمش (م) (?)، عن إبراهيم بن زيد التيمي، عن أبيه، عن علي قال رسول اللَّه: "ذمة المسلمين واحدة، يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلمًا فعليه لعنة اللَّه والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل اللَّه منه صرفًا ولا عدلًا".