رآيتم، قفوا حيث شئتم حتى تجتمع أمة محمد وتنزلوا فيها حيث شئتم، بيننا وبينكم أن نقيكم رماحنا ما لم تقطعوا سبيلًا أو تطلبوا دمًا؛ فإنكم إن فعلتم ذلك فقد نبذنا إليكم الحرب على سواء إن اللَّه لا يحب الخائنين. فقالت عائشة: يا ابن شداد، فقد قتلهم. فقال: واللَّه ما بعث إليهم حتى قطعوا السبيل وسفكوا الدماء وقتلوا ابن خباب واستحلوا أهل الذمة. فقالت: آللَّه. قلت: اللَّه الذي لا إله إلا هو لقد كان. قالت: فما شيء بلغني عن أهل العراق يتحدثون به يقولون: ذو الثدي، ذو الثدي. قلت: قد رأيته ووقفت عليه مع علي في القتلى فدعا الناس فقال: هل تعرفون هذا؟ فما أكثر من جاء يقول قد رأيته في مسجد بني فلان يصلي ورأيته في مسجد بني فلان يصلي فلم يأتوا بثبت يعرف إلا ذلك. قالت: فما قول علي حين قام عليه كما يزعم أهل العراق. قلت: سمعته يقول: صدق اللَّه ورسوله. قالت: فهل سمعت أنت منه قال غير ذلك؟ قلت: اللهم لا. قالت: أجل صدق اللَّه ورسوله، يرحم اللَّه عليًا إنه من كلامه كان لا يرى شيئًا يعجبه إلا قال: صدق اللَّه ورسوله".
مسلم الزنجي، عن ابن خثيم، عن ابن عبد اللَّه بن عياض، عن عبد اللَّه بن شداد بن الهاد: "أنه دخل على عائشة ونحن عندها مرجعه من العراق ليالي قتل علي. . . " فذكر نحوه. حديث الثدية صحيح، قد تقدم لنا ويجوز أن لا يسمعه ابن شداد وسمعه غيره.
13000 - جويرية بن أسماء، عن يحيى بن سعيد، حدثني عم لي قال: "لما تواقفنا يوم الجمل وقد كان علي حين صفنا نادى في الناس لا يرمين رجل بسهم ولا يطعن برمح ولا يضرب بسيف ولا تبدءوا القوم بالقتال وكلموهم بألطف الكلام -وأظنه قال: فإن هذا مقام من فلج فيه فلج يوم القيامة- فلم نزل وقوفًا حتى تعالى النهار حتى نادى القوم بأجمعهم: يا ثارات عثمان. فنادى على محمد بن الحنفية وهو إمامنا ومعه اللواء فقال: يا ابن الحنفية ما تقولون؟ فأقبل علينا محمد فقال: يقولون: يا ثارات عثمان. فرفع علي يديه فقال: اللهم كب اليوم قتلة عثمان لوجوههم".
زيد بن الحباب، حدثني جعفر بن إبراهيم الهاشمي، حدثني محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب (?): "أن عليًا لم يقاتل أهل الجمل حتى دعا الناس ثلاثًا حتى إذا كان يوم الثالث دخل