فأجلساه إلى جنب أبي بكر، فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم بصلاة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- والناس بصلاة أبي بكر والنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قاعد. قال عبيد اللَّه: فدخلت على ابن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما حدثتني به عائشة؟ قال: هات. فعرضت عليه حديثها فما أنكر منه شيئًا غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس؟ قلت: لا. قال: هو علي رضي اللَّه عنه".
12869 - يونس (خ) (?) ومعمر (م) (?) عن ابن شهاب، عن حمزة بن عبد اللَّه بن عمر، عن أبيه قال: "لما اشتد برسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وجعه قال: مروا أبا بكر فليصلى بالناس. فقالت له عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء. فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فعاودته مثل مقالتها، فقال: أنتن صواحبات يوسف، مروا أبا بكر فليصل بالناس".
قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد اللَّه، عن عائشة قالت: "لقد عاودت رسوله اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك وما حملني على معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر؛ لأني علمت أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به، فأحببت أن يعدل ذلك رسول اللَّه عن أبي بكر".
12870 - زائدة (خ م) (?) عن عبد الملك بن عمير، عن أبي بردة، عن أبيه قال: "مرض رسول اللَّه فقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس. فعّالت عائشة: إن أبا بكر رجل رقيق. فقاله أخرى: مروا أبا بكر فليصل بالناس: فقالت أيضًا، وقال: مروا أبا بكر فليصل بالناس فإنكن صواحب يوسف. فأم أبو بكر في حياة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-".
12871 - شعيب (خ) (?) عن الزهري، أخبرني أنس "أن أبا بكر كان يصلى لهم في وجع رسول اللَّه الذي توفي فيه حتى إذا كان يوم الاثنين وهم صفوف في الصلاة كشف النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ستر الحجرة ينظر إلينا وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف ثم تبسم، قال: فهممنا أن نفتتن برؤيته ونحن في الصلاة من فرحٍ برسول اللَّه، ونكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خارج إلى الصلاة: فأشار إلينا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن أتموا صلاتكم ثم دخل وأرخى