الناس شقاقًا إلا أن يكون فيكم شيء، فإن كان شقاق فهو منكم وإن الأمر إلى ستة: عثمان وعلي وابن عوف والزبير وطلحة وسعد، ثم إن قومكم إنما يؤمرون أحدكم أيها الثلاثة فإن كنت على شيء من أمر الناس، يا عثمان فلا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس، وإن كنت على شيء يا علي فلا تحملن بني هاشم على رقاب الناس قوموا فتشاوروا وأمروا أحدكم. فقاموا يتشاورون قال عبد اللَّه: فدعاني عثمان مرة -أو مرتين- ليدخلني في الأمر ولم يسمني عمر، ولا واللَّه ما أحب أني كنت معهم علما منه بأنه سيكون من أمرهم ما قال أبي، واللَّه لعل ما سمعته حرك شفتيه بشيء قط إلا كان حقًا، فلما أكثر عثمان دعائي قلت: ألا تعقلون تؤمرون وأمير المؤمنين حي، فواللَّه لكأنما أيقظت عمر من مرقد. فقال عمر: أمهلوا فإن حدث بي حدث فليصل للناس صهيب مولى بني جدعان ثلاث ليال، ثم اجمعوا في اليوم الثالث أشراف الناس وأمراء الأجناد فأمروا أحدكم، فمن تأمر عن غير مشورة فاضربوا عنقه".
تنبيه الإمام على من يصلح بعده
12868 - زائدة (خ م) (?) نا موسى بن أبي عائشة، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه قال: "دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-؟ قالت: بلى ثقل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: أصلى الناس؟ فقلت: لا، وهم ينتظرونك. قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، وهم ينتظرونك. قال: ضعوا لي ماء في المخضب. ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال: أصلى الناس؟ قلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسول اللَّه. والناس عكوف في المسجد لصلاة العشاء الآخرة قالت: فأرسل رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أبي بكر بأن يصلي بالناس، قالت: فأتاه الرسول فقال: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يأمرك بأن تصلي بالناس. فقال أبو بكر -وكان رجلًا رقيقًا-: يا عمر، صل بالناس. فقال له عمر: أنت أحق بذلك. فصلى أبو بكر تلك الأيام، ثم إن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس لصلاة الظهر، وأبو بكر يصلي بالناس، فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أن لا تتأخر قال: أجلساني إلى جنبه.