ذلك وقال: "إن وجد أصحابه بينة وإلا فلا نظلم الناس فإن هذا لا يقضى فيه إلى يوم القيامة".
ترك القود بالقسامة
12771 - حماد، عن أيوب (خ م) (?)، عن أبي رجاء مولى أبي قلابة قال: "كان أبو قلابة عند عمر بن عبد العزيز فسألهم عن القسامة قالوا: أقاد بها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وأبو بكر وعمر والخلفاء قال: فما تقول يا أبا قلابة؟ قال: عندك رءوس الأجناد وأشراف العرب؛ شهد رجل من أهل حمص على رجل من أهل دمشق أنه سرق ولم يروه أكنت تقطعه؟ قال: لا. قال: شهد أربعة من أهل دمشق على رجل من أهل حمص أنه زنى ولم يروه أكنت ترجمه؟ قال: لا. قال: فهذا أشبه، واللَّه ما علمنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قتل أحدًا إلا أن يقتل رجلا فيقتل به. فقال عنبسة بن سعيد: فأين حديث العرنيين؟ فقال أبو قلابة: إياي حدثه أنس بن مالك، حدثنا أنس "أن قومًا من عُكل أو عرينة قدموا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فاجتووا المدينة فأمر لهم رسول اللَّه بلقاح وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها، فانطلاقوا فلما صحوا قتلوا راعي رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- واستاقوا النعم، فبلغ رسول اللَّه خبرهم من أول النهار فبعث في آثارهم فما ارتفع النهار حتى أتي بهم، فأمر بهم رسول اللَّه فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمرت أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون حتى ماتوا، فهؤلاء قوم قتلوا وسرقوا وكفروا بعد إيمانهم. فقال عنبسة: سبحان اللَّه! فقال أبو قلابة: أتتهمني يا عنبسة؟ قال: لا ولكن هذا الجند لا يزال بخير ما أبقاك اللَّه بين أظهرهم".
ابن علية (خ) (?)، ثنا حجاج بن أبي عثمان، حدثني أبو رجاء، حدثني أبو قلابة: "أن عمر بن عبد العزيز أبرز سريره يومًا للناس فأذن لهم فدخلوا عليه فقال: ما تقولون في القسامة؟ فأضبّ الناس قالوا: نقول القود بها حق، قد أقاد بها الخلفاء. قال: ما تقول يا أبا قلابة؟ ونصبني للناس. قلت: يا أمير المؤمنين، عندك رءوس الأجناد وأشراف العرب أرأيت لو أن خمسين منهم شهدوا على رجل بدمشق محصن أنه قد زنى لم يروه أكنت ترجمه؟ قال: