فتمسكوا بكتاب الله وخذوا به. فحث عليه ورغب فيه. ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي. قال حصين لزيد: ومن أهل بيته، نساؤه من أهل بيته؟ قال: بلى إن نساءه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده. قال: ومن هم؟ قاله: آل علي وآل جعفر وآلى عقيل وآل عباس. قال: كل هؤلاء تحرم عليهم الصدقة؟ قال: نعم". قال البيهقي: وهكذا بنو أعمامهم من بني هاشم بدليل ما نذكره من حديث عبد المطلب بن ربيعة عن أبيه وهكذا بنو المطلب لقوله عليه السلام: "إنما بنو المطلب وبنو هاشم شيء واحد".
باب لا يأخذون من سهم العاملين بالعمالة شيئًا
10584 - مالك (م) (?)، عن ابن شهاب، أن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، حدثه أن عبد المطلب بن ربمِعة بن الحارث حدثه قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس فقالا: لو بعثنا بهذين الغلامين - قال لي وللفضل - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي النالس وأصابا ما يصيب الناس. فبينما هما في ذلك إذ دخل عليّ فذكرا له فقال: لا تفعلا، فوالله ما هو بفاعل، فانتحاه ربيعة فقال: والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا، فوالله لقد نلت صهر رسوله الله فما نفسناه. قال: أنا أبو حسن (القرم) (?) أرسلوهما. فانطلقا فاضطجع فلما صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال: أخرجا ما تُصرران، ثم دخل فدخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش فتواكلنا الكلام ثم تكلم أحدنا فقال: يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئناك لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدي إليك ما يؤدي الناس ونصيب كما يصيب الناس. فسكت طويلًا فأردنا أن نكلمه وجعلت زينب تلمع إلينا من وراء الحجاب لا تكلماه ثم قال: إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس، ادعو لي محمية - وكان على الخمس - نوفل بن الحارث فقال لمحمية: أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل بن عباس. فأنكحه، وقال لنوفل: أنكح هذا الغلام ابنتك؛ لي. فأنكحني، وقال لمحمية: أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا". قال