إلى فهو وبنو المطلب لم يفارقوا بني هاشم لا في جاهلية ولا إسلام وقد مرَّ ذلك.
10464 - إبراهيم بن محمَّد الشافعي، نا جدي محمَّد بن علي، عن زيد بن علي (?) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هاشم والمطلب كهاتين وضم أصابعه وشبك بين أصابعه، لعن الله من فرق بينهما ربونًا وحملناهم كبارًا".
قال المؤلف: وإنما تكلم فيه عثمان وجبير؛ لأن عثمان هو ابن عفان بن أبي العاص بن أميَّة بن عبد شمس بن عبد مناف، وجبير هو ابن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، فأعطي سهم ذي القربى بني هاشم والمطلب دون بني عبد شمس ونوفل وقال: "إن بني المطلب لم يفارقونا في جاهلية ولا إسلام" وقال الحديث الذي أرسله زيد بن علي، وإنما قال ذلك والله أعلم لأن هاشم بن عبد مناف تزوج سُلمى بنت عمرو بن لبيد بن حرام من بني النجار بالمدينة فولدت له شيبة الحمد، ثم توفي هاشم وهو معها، فلما أينع شيبة وترعرع خرج إليه عمه المطلب بن عبد مناف فأخذه من أمه وقدم به مكة وهو مردفه على راحلته فقيل: عبد ملكه المطلب فغلب عليه ذلك فقيل: عبد المطلب، وحين بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرسالة آذاه قومه وهمَّوا [به] (?) فقامت بنو هاشم وبنو المطلب مسلمهم وكافرهم دونه، وأبوا أن يسلموه فلما عرفت قريش أن لا سبيل إلى محمَّد - صلى الله عليه وسلم - معهم اجتمعوا على أن يكتبوا فيما بينهم علي بني هاشم وبني المطلب أن لا يُنكحوهم ولا يَنكحوا إليهم ولا يبايعونهم ولا يبتاعوا منه، ومحمد أبو طالب فأدخلهم الشعب شعب أبي طالب في ناحية من مكة، وأقامت قريش على ذلك من أمرهم في بني هاشم وبني المطلب - أو ثلاثًا - حتى جُهدوا جَهدًا شديدًا، ثم إن الله برحمته أرسل على صحيفة قريش الأرضة فلم تدع فيها اسمًا لله إلا أكلته وبقي فيها الظلم والقطيعة والبهتان وأخبر بذلك رسوله فأخبر به رسول الله أبا طالب واستنصر به أبو طالب على قومه وقام هشام بن عمرو بن ربيعة في جماعة.
ذكرهم ابن إسحاق في نقض ما في الصحيفة وشقها؛ فلذلك جمع عمر في سائر الأعطية بين بني هاشم وبني المطلب وقدمهما علي بني عبد شمس وبني نوفل وإنما وقعت البداية بعبد شمس قبل بني نوفل؛ لأن هاشمًا والمطلب وعبد شمس كانوا إخوة لأب وأم، أمهم عاتكة بن