يونس، عن ابن إسحاق، قال: "وكان ممن ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أسارى بدر بغير فداء: المطلب بن حنطب المخزومي وكان محتاجًا فلم يفاد فمن عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو عزة الجمحي فقال: يا رسول الله، بناتي فرحمه ومن عليه وصيفي بن عائد المخزومي أخذ عليه رسول الله فلم يف.

ابن المبارك، عن ابن إسحاق، قال: "كان أبو عزة الجمحي أسر يوم بدر فقال: يا محمد إنه ذو بنات وحاجة وليس بمكة أحد يفديني وقد عرفت حاجتي. فحقن النبي - صلى الله عليه وسلم - دمه وأعتقه وخلى سبيله فعاهده أن لا يعين عليه بيد ولا لسان وامتدح النبي - صلى الله عليه وسلم - حين عفا عنه، فذكر الشعر، ثم ذكر قصته مع صفوان بن أمية الجمحي وإشارة صفوان عليه بالخروج معه في حرب أحد وتكفله ببناته "فخرج في الأحابيش من بني كنانة فأسر يوم أحد فلما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أنعم علي خل سبيلي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يتحدث أهل مكة أنك لعبت: لمحمد مرتين فأمر بقتله".

المفاداة بالأسرى

10287 - عبد الوهاب (م) (?)، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران قال: "أسر أصحاب رسول الله رجلًا من بني عقيل فأوثقوه فطرحوه في الحرة، فمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه - أو قال: أتى عليه على حمار تحته قطيفة - فناداه: يا محمد، يا محمد، فأتاه فقال: ما شأنك؟ قال: فيم أخذت؟ قال: أخذت بجريرة حلفائك ثقيف - وكانت ثقيف قد أسرت رجلين من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، يا محمد. قال: وما شأنك؟ قال: إني مسلم. قال: لو قلتها وأنت تملك أمرك أفلحت كل الفلاح. قال: وتركه ومضي، فناداه يا محمد، يا محمد. فرجع فقال: ما شأنك؛ قال: إني جائع فأشبعني - وأحسبه قال: إني عطشان فاسقني - قال: هذه حاجتك؟ ففداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرجلين اللذين أسرتهما ثقيف".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015