كم مكثت فاطمة بعده؟ قال: ستة أشهر. فقال رجل للزهري: فلم يبايعه علي حتى ماتت فاطمة؟ قال: ولا أحد من بني هاشم" قال المؤلف: فهذا القول لم يسنده الزهري، وفي حديث أبي سعيد في مبايعته إياه حين بويع بيعة العامة بعد السقيفة أصح.

شعيب (خ) (?)، عن الزهري، عن عروة أن عائشة أخبرته "أن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما أفاء الله على رسوله وهي حينئذ تطلب صدقة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر [قالت] (?) عائشة: فقال أبو بكر: إن رسول الله قال: لا نورث، ما تركنا صدقة، إنما يأكل آل محمد من هذا المال - يعني: مال الله - ليس لهم أن يزيدوا على المأكل. وإني والله لا أغير صدقات النبي - صلى الله عليه وسلم - عن حالها التي كانت عليه في عهده ولأعملن فيها بما عمل فيها. فأبى أن يدفع إلى فاطمة منها شيئًا، فوجدت عليه من ذلك، فقال لعلي: والذي نفسي [بيده] (?) لقرابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحب إليَّ أن أصل من قرابتي، فأما الذي شجر بيني وبينكم من هذه الصدقات فإني لا آلو فيها عن الخير، وإني لم أكن لأترك فيها أمرًا رأيت رسول الله يصنعه فيها إلا صنعته".

إبراهيم بن سعد (خ م) (?)، عن صالح، عن ابن شهاب، أخبرني عروة أن عائشة أخبرته "أن فاطمة سألت أبا بكر أن يقسم لها ميراثها ... " الحديث وفيه: "فغضبت فهجرت أبا بكر حتى توفيت، وعاشت بعد وفاة رسول الله ستة أشهر" وفيه قول أبي بكر: "لست تاركًا شيئًا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعمل به إلا عملتُ، فإني أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ، فأما صدقته بالمدينة فدفعها عمر إلى علي وعباس فغلب علي عليها، وأما خيبر وفدك فأمسكها عمر وقال: هما صدقة رسول الله كانت لحقوقه التي تعروه ونوائبه وأمرهما إلى ولي الأمر فهما على ذلك إلى اليوم".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015