فرس من مسكنه بالسنح حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو مُسجّى ببرد حبرة فكشف عن وجهه، وأكب عليه فقبله وبكى، ثم قال: بأبي أنت؛ والله لا يجمع الله عليك موتتين أبدًا، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد متها. قال: فأخبرني ابن عباس أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس، فقال: اجلس، فأبى عمر أن يجلس، فقال: اجلس، فأبى أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فمال الناس إليه وتركوا عمر، فقال: أيها الناس، من كان منكم يعبد محمدًا فإن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - قد مات، ومن كان منكم يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت، قال الله - تعالى -: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ} إلى قوله: {الشَّاكِرِينَ}، قال: والله لكأن الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزل هذه الآية إلا حين تلاها أبو بكر، فتلقاها منه الناس، فما يُسمع بشرًا إلا يتلوها".
5963 - عقيل (خ) (?)، عن ابن شهاب، أخبرني خارجة، أن أم العلاء - امرأة من الأنصار قد بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "أخبرته أنهم اقتسموا المهاجرين قرعة، فطار لنا عثمان بن مظعون، أنزلناه في أبياتنا، فوجع وجعه الذي توفي فيه، فلما توفي وغُسِّل وكُفِّن في ثلاثة، دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: رحمة الله عليك أبا السائب، شهادتي عليك، لقد أكرمك الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: وما يدريك أن الله أكرمه؟ ! قلت: بأبي أنت يا رسول الله فمن أكرمه الله؟ ! فقال: أما هو، فوالله لقد جاءه اليقين، والله إني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ماذا يُفعل بي. فقالت: والله لا أزكي أحدًا بعده أبدًا".
قال (خ) (?): "وكُفِّن في أثوابه"، وزاد في آخره: "فوالله لا أزكي بعده أبدًا".
قال (خ) (?) وقال نافع بن يزيد عن عقيل: "ما يفعل به"، وتابعه شعيب وعمرو بن دينار ومعمر، ويذكر عن الليث "أنه قال هذا القول قبل أن ينزل عليه: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} ".
5964 - الثوري (د ت ق) (?)، عن عاصم بن عبيد الله، عن القسم، عن عائشة "أن