يتسامحوا، ولا ينسوا الفضل بينهم؛ فقد ندب الله العباد إلى ذلك، فقال: (وَلاَ تَنسَوا الفَضلَ بَينَكُم) فقال صلى الله عليه وسلم: (من منع فضل ماء ليمنع به كلأ منعه الله فضله يوم القيامة) .
وأما قوله: (ونهى عن منع الكلأ) .
فهذا مثله؛ لأن المسلمين فيه شركاء لمرعى دوابهم؛ لأنه لم ينبته، ولم يعمل فيه عملا، إنما أنبته الله مرعى للبهائم ثم خلقه، فإذا نبت في أرض مملوكة، فمن سبقه إليه فاحتشه فهو له، وكذلك روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلموهن شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار) وهذا شيء عام لا يستغنى عنه ولا يسوغ منعه.