ونقل ابن العطار عن يحيى بن معاذ الرازي أنه قال: العلماء أرأف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم من آبائهم وأمهاتهم، لأنهم يحفظونهم من نار الآخرة وأهوالها، وآباؤهم وأمهاتهم يحفظونهم من الدنيا وآفاتها " يعني إذا كانوا علماء " فإن الجهال لا يحفظونهم لا في الدنيا ولا في الآخرة.
فأقول: قد تقدم شيوخه الذين تفقه عليهم.
ونقول: تفقه الثلاثة الأولون منهم " وهم: المغربي، وابن نوح، وابن أبي غالب، وكذا ابن رزين " بأبي عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان بن الصلاح، وهو بأبيه، وهو في طريق العراقيين بأبي سعد عبد الله بن محمد بن هبة الله بن علي بن أبي عصرون الموصلي، وهو بالقاضي أبي الحسن علي بن إبراهيم الفارقي، وهو بالشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي، وهو بالقاضي أبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وهو بأبي الحسن محمد بن علي بن سهل بن مصلح الماسرجي.
وتفقه شيخه رسلان على جماعة منهم: الإمام أبو بكر الماهاني، وهو ووالد ابن الصلاح أيضاً في طريق الخراسانيين بأبي القاسم البزري، عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبيد إلكيّا الهرّاسي، عن أبي المعالي عبد الملك بن أبي محمد عبد الله بن يوسف، إمام الحرمين، عن أبيه، عن أبي بكر عبد الله بن أحمد، القفال، المروزي، الصغير، إمام طريق خراسان، عن أبي زيد محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد المروزي، وهو الماسَرْجي ممن تفقه بأبي إسحاق إبراهيم بن أحمد المروزي، وهو بأبي العباس أحمد بن عمر ابن سريح، وهو بأبي القاسم عثمان بن بشار الأنماطي وهو بأبي إبراهيم إسماعيل بن يحيى المزني وهو بأبي عبد الله مالك بن أنس إمام دار الهجرة وسفيان بن عيينة، وأبو خالد مسلم بن خالد، مفتي مكة وإمام أهلها.
فأما مالك فتفقه بربيعة عن أنس، وبنافع عن ابن عمر.
وأما ابن عيينة فبعمرو بن دينار، عن عمر وابن عباس.
وأما مسلم فبأبي الوليد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وهو بأبي محمد عطاء بن أبي رباح " أسلم "، وهو بابن عباس، وكل من ابن عباس وابن عمر وأنس برسول الله صلى الله عليه وسلم. وكذا أخذ ابن عباس عن عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وجماعة من الصحابة الذين أخذوا عنه صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ: ومعلوم أن كل واحد من هؤلاء آخذٌ عن جماعة، بل جماعات، ولكن أردت الاختصار وبيان واحد من شيوخ كل واحد من أجلهم وأشهر، انتهى كلام الشيخ.
وقد كان في مرويات كلّ من شيخينا: العلاّمة المحدث الشمس أبي عبد الله محمد بن الجمال الرشيدي، الشافعي، الخطيب. والبرهان إبراهيم ابن صدقة الصالحي، الحنبلي رحمهما الله تعالى: ومن تصانيف الشيخ عدة، سمعاها على المقرئ الشمس محمد بن عبد الرحمن الحجازي، عرف بابن الرفّاء، وهي: " كتاب الأربعين " بإشاراتها، و " الأذكار "، و " الرياض "، و " التبيان "، زاد الرشيدي " الترخيص بالقيام "، وأنه سمع وحده على التقي أبي الفتح محمد بن أحمد بن حاتم الخطيب، مواضع من " الأذكار "، وذلك من باب " ماذا يقول إذا دخل في الصلاة "، إلى باب " كراهة النوم "، ومن " الأذكار في صلوات مخصوصة "، إلى " المدح "، ومن " النهي عن الكذب "، إلى آخر الكتاب. وأجازه بسائره.
وزاد الصالحي: " التقريب "، وأنه سمع وحده على الزين أبي الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن المبارك الغزّي، ابن الشحنة منها " الرياض " فقط، بسماع الرفاه " الأربعين " مع " الإشارة " على القاضي علم الدين أبي الربيع سليمان بن سالم بن عبد الناصر الغزّي، والمحب أبي العباس أحمد بن يوسف الخلاطي، والبدر أبي محمد الحسن بن عبد العزيز بن عبد الكريم الأنصاري اللخمي، قال الأولان: أخبرنا بها العلامة أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود بن العطار، وقال الثالث: أخبرني بها القاضي الجمال سليمان بن عمر الزرعي، الشافعي، قالا: أخبرنا بها مؤلفها.
وبقراءته " أعني الرفاء " " الأذكار " على أبي الربيع الغزي والبدر اللخمي، المذكورين. قال أولهما: أخبرنا ابن العطار. وقال ثانيهما: أخبرنا الزرعي، قالا: أخبرنا مؤلفه، وبرواية ابن حاتم له غالباً عن الشرف أبي بكر ابن قاسم بن أبي بكر الرحبي، وناصر الدين محمد بن كشتغدي الصيرفي، وسيف الدين أبي بكر بن محمد بن يحيى بن سنقر المعالي سماعاً، بإجازتهم من مؤلفه.