وكان لولايته في هذه المرة يوماً مشهوداً فدام في المنصب إلى أن عزل نفسه " في خامس عشرين جمادى الآخرة من السنة، وولي من الغد عوضه قاضي القضاة " علم الدين صالح البلقيني، وهذه آخر ولايته للقضاء.

وانقطع شيخ الإسلام شهاب الدين المذكور في بيته ملازماً للإشغال والتصنيف إلى أن توفي بعد أن مرض أكثر من شهر، في ليلة السبت ثامن عشرين ذي الحجة سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة. ودفن من الغد وصلى عليه بمصلاة بكتمر المؤمني بالرميلة، ومشى أعيان الناس من بيته داخل باب القنطرة إلى القرافة حيث دفن، وحضر السلطان الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه، ومشى الخليفة المستكفي بالله أبو الربيع سليمان، والقضاة، والعلماء، والأمراء، والأعيان بل غالب الناس في جنازته حَتَّى قيل عن بعض الأذكياء أنه حزر من مشى في الجنازة أكثر من خمسين ألف إنسان، وكان لموته يوم عظيم عَلَى المسلمين، حَتَّى عَلَى أهل الذمة، ورثاه الشعراء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015