وقت الظهر من سنة تسع وستين وسبعمائة، ودفن خارج باب المقام.

قيل: إنه سم، لأنه لما بلغه واقعة يلبغا أراد الوثوب والمخالفة: فعاجلته المنية فاستراح وأراح.

قال ابن حبيب: سنة تسع وستين وسبعمائة: فيها ولي الأمير علاء الدين طيبغا الطويل الناصري نيابة السلطنة بحلب عوضاً عن منكلي بغا الشمسي، وباشر ذا نفس مليكة. ومنزلة فليكة. وحشمة أنهارها زائدة. ونعمة صلتها على الرعية عائدة واستمر يعمل على شاكلته الحسنة إلى أن اخترمته المنية في آخر هذه السنة.

انتهى كلام ابن حبيب، ولم يبين في أي يوم مات فيه طيبغا ولا أي شهر فإن جل مقصوده كمال السجعة لا إتمام الفائدة.

قلت: وكان طيبغا المذكور أميراً شجاعاً مقداماً، وكان له ميل إلى فعل الخير، وأنشأ تربة مليحة بالصحرا ووقف عليها أوقافاً جيدة، وله أيضاً مآثر أخر.

وقد رأيت جماعة من ممليك يلبغا العمري حدثني بعضهم قال: كان أستاذنا - يعني يلبغا - لما يركب وينزل من الخدمة السلطانية يوافيه طيبغا الطويل - يعني صاحب الترجمة - ويتوجها إلى دورهما، فتقول العامة: يا طويل حسك من هذا القصير، وربما سمعا كلامهم في بعض الأحيان فكان يتبسمان، فلم يكن بعد أيام إلا ووقع ما قيل. انتهى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015