عتقائه وخواصه، فلما استفحل أمرهما اتفقا عليه، ووقع ما حكيناه في غير موضع من أنهما ركبا على أستاذهما الملك الناصر حسن وقبضا عليه وقتلاه وسلطنا مكانه الملك المنصور محمد بن المظفر حاجي، واستبدا بالأمر، فصار يلبغا يتميز على طيبغا الطويل هذا وأهمله، ولا زال على ذلك حتى خرج طيبغا إلى الصيد بالعباسة في سنة سبع وستين وسبعمائة، فلما وصل طيبغا إلى العباسة أرسل إليه يلبغا خلعة مع جماعة من الأمراء بنيابة دمشق، فلما بلغ طيبغا ذلك عصى وقصد قبة النصر خارج القاهرة، فخرج إليه يلبغا بالملك الأشرف شعبان، وتواقعا، فانكسر طيبغا، وأمسك بمن كان معه من الأمراء، وحبس بالإسكندرية، واسترجع إقطاعه ولداه، وهما علي وحمزة، وكانا أميري طبلخاناة.

واستمر محبوساً بالإسكندرية إلى يوم الاثنين تاسع عشرين شعبان من السنة وقف يلبغا وجماعة من الأمراء بدار العدل وطلبوا مراحم الملك الأشرف في إطلاق طيبغا فأجابهم إلى ذلك، وتوجه طيبغا إلى القدس بطالا، فأقام به إلى أن نقل إلى نيابة حلب، بعد عزل منكلي بغا الشمسي في سنة تسع وستين وسبعمائة، فلبس تشريفه وتوجه إلى حلب فأقام بها إلى أن توفي يوم السبت سلخ شوال في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015