...
صرق بن عبد الله الظاهري، الأمير سيف الدين، أحد مقدمي الألوان بديار مصر.
أصله من مماليك الملك الظاهر برقوق، وترق، وترقي في الدولة الناصرية فرج، حتى صار أمير مائة ومقدم ألف. ثم ولى الكشوفية بالوجه البحري، فأبدع وفتك، وأشرف في القتل، إلى أن ولاه الملك الناصر فرج دمشق، عوضا عن الأمير شيخ المحمودي بحكم عصيانه. وتجهز المذكور للتوجه إلى دمشق، فورد الخبر بمجيء شيخ المذكور، مع جماعة الأمراء الذين خرجوا عصاة من القاهرة، أعنى بهم: يشبك الشعباني ورفقته. وخرج الملك الناصر فرج لقتالهم، ونزل بمنزلة السعيدية، فكبس شيخ ورفقته الملك الناصر بمنزلة السعيدية، وتقاتلوا من بعد عشاء الآخرة إلى بعد نصف الليل. ثم انكسر الملك الناصر، وقبض على صرق المذكور، وأتى به إلى بين يدي شيخ، فقتل صبرا، في ليلة الخميس المذكورة ثالث عشر ذي الحجة سنة سبع وثمانمائة.
وكان أميراً شجاعاً مقداماً، وعنده ظلم وجبروت. وهو والد خوند بنت صرق، زوجة الملك الناصر فرج، التي قتلها الناصر فرج، بدور الحرم من قلعة الجبل،