اجتمع جماعة من المماليك، ومضوا إلى يشبك بن أزدمر وردوه في ليلة الجمعة ثالث عشرينه، وصار العسكر حزبين: طائفة مع السلطان، وهم الذين كانوا عليه في وقعة السعيدية، ورأسهم الأمير يشبك الشعباني، وطائفة عليه، ورأسهم بيبرس وإينال باي ويشبك بن أزدمر وغيرهم.
وعظمت الفتنة، وجرت أمور يطول شرحها آلت إلى اختفاء الملك الناصر فرج وخلعه وسلطنة أخيه الملك المنصور عبد العزيز، وذلك في يوم الأحد خامس عشرين ربيع الآخر سنة ثمان؛ فاختفى الملك الناصر إلى يوم الجمعة رابع جمادى الآخرة من السنة المذكورة، ظهر من بيت الأمير سودون الحمزاوي، وحصل بينه وبين من بالقلعة وقعة انتصر فيها الملك الناصر، وعاد إلى ملكه، وقبض على الأمير بيبرس، وسودون المارديني.
واختفى إينال باي صاحب الترجمة مدة، ووقعت له حوادث آلت إلى خروجه إلى البلاد الشامية وأخذه مدينة غزة. واجتمع عليه بها جماعة من الأمراء إلى شهر ذي الحجة من سنة تسع وثمانمائة، ركب الأمير شيخ المحمودي من صفد يريد إينال باي هذا ومن معه؛ فطرقهم على حين غفلة، فقاتلوه على الجديدة، في يوم الخميس رابع الشهر المذكور، فقتل الأمير إينال باي، والأمير