العزيزية يوسف إلى الدوادارية الثانية، بعد انتقال الأمير تمرباي الدوادار إلى تقدمة ألف؛ فدام على ذلك إلى أن أنعم عليه الملك الظاهر جقمق بتقدمة ألف بالديار المصرية، ورسم له بإمرة حاج المحمل؛ فأخذ المذكور في أمر السفر وتجهيز احتياجه. وركب مسايرة الهجن في شهر رمضان على عوائد أمراء الحج، فبينما هو في ذلك، إن تسحب الملك العزيز يوسف من محبسه بقلعة الجبل، ونزل إلى القاهرة بحيلة دبرها، واختفى بها.
وكثر الكلام في أمر المماليك الأشرفية، وخافهم الملك الظاهر جقمق، وحسن إليه جماعة من المؤيدية القبض على إينال المذكور؛ فقبض عليه وأودعه سجن الإسكندرية مدة، ثم نقله إلى حبس آخر بالبلاد الشامية مع من نقل من الأمراء الأشرفية وغيرهم؛ فدام إينال المذكور مدة سنين في السجن، إلى أن أفرج عنه في سنة تسع وأربعين تخميناً، وتوجه إلى القدس بطالاً، فأقام به مدة ملازماً للاشتغال والأشغال والعبادة إلى أن وشى به؛ فقبض عليه وحبس ثانياً، في سنة اثنتين وخمسين وثمانمائة هو والأمير شادبك الجكمي، ثم أفرج عنه في سنة ثلاث، ورسم له بالتوجه إلى الحج وعوده إلى القدس؛ فسار صحبة الحاج الغزاوي،