-[المباحث العربية]-

(والسوء) أي الجليس السوء وفي اللسان ساءه يسوؤه سوءا بفتح السين وضمها فعل به ما يكره نقيض سره والاسم بضم السين

(كحامل المسك) الطيب المعروف ومصدره نوع من ذكور الغزلان يكون في الصين يصاد لأخذ المسك من سرته وله وقت معلوم من السنة يجتمع في سرته فإذا اجتمع ورم الموضع فمرض الغزال إلى أن يسقط منه ويقال إن أهل تلك البلاد يجعلون له أوتادا في البرية يحتك بها فتسقط أو تذبح بعد أن تشد السرة المدلاة بعصابة وقد اجتمع فيها الدم ثم تدفن في الشعر حتى يستحيل ذلك الدم المتخمر الجامد مسكا زكيا بعد أن كان نتنا لا يطاق

(ونافخ الكير) بكسر الكاف جراب من جلد ينفخ به الحداد النار

(يحذيك) كيعطيك وزنا ومعنى أي ينفحك منه بشيء على سبيل الهدية

(تبتاع) أي تشتري

(أن يحرق) بضم الياء من أحرق

تطبيق التمثيل إن الجليس الصالح إما أن يتبادل هو وجليسه ما يعود عليهما بخيري الدنيا والآخرة فهو المشار إليه بقوله "أن تبتاع منه" وإما أن يكون النصح والإرشاد من جانب الجليس الصالح فقط فهو يشبه اتحاف حامل المسلك لجليسه من مسكه وإما ألا يكون هذا ولا ذاك لكن ينتفع صاحب الجليس الصالح بحال جليسه ويقتفي أثره في صلاحه فتزكو في نفسه محبة الخير فهو يشبه من شم من حامل المسك ريحا طيبة أما الجليس السوء فهو إما أن يصيبك شره فهو المشار إليه بقوله "أن يحرق ثيابك" وإما أن تسلم من شره لكن لا تخلو نفسك من الضيق به والحرج منه ولا تسلم من الظنة بالسوء فتخسر ثقة الناس فهو المشار إليه بقوله "أن تجد منه ريحا خبيثة"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015