به القرآن ولا يقرؤه مثله مثل التمرة حلوة في حقيقة طعمها نافعة لآكلها لكنها لا تنفع من بجواره لأنها لا رائحة لها ولا متعة في منظرها
والمنافق الذي يقرأ القرآن مثله مثل الريحانة ريحها طيب تعطر ما حولها وطعمها مر لا تمتع آكلها
والمنافق الذي لا يقرأ القرآن خبيث الباطن قبيح الظاهر مثله مثل الحنظلة لا يستلذ بها متناولها ولا يتمتع بها من يجاوره لأن طعمها مر أو خبيث وريحها قبيح جعلنا الله من المؤمنين الصادقين القارئين العاملين
-[المباحث العربية]-
(كالأترجة) بضم الهمزة وسكون التاء وضم الراء وتشديد الجيم المفتوحة وقد تخفف الجيم ويزاد قبلها نون ساكنة فاكهة شبيهة بالبرتقال إلا أنها أكبر ولونها يميل إلى الصفرة أكثر
(طعمها طيب وريحها طيب) ربط الطعم في الحالات الأربع بصفة الإيمان وربط الريح بالقراءة
قيل لأن الإيمان ألزم للمؤمن من القرآن إذ يمكن حصول الإيمان بدون القراءة وكذلك الطعم ألزم للجوهر من الريح فقد يذهب ريح الجوهر ويبقى طعمه
ثم قيل الحكمة في تخصيص الأترجة بالتمثيل دون غيرها من الفاكهة التي تجمع طيب الطعم والريح كالتفاحة لأنه يتداوى بقشرها ويستخرج من حبها دهن له منافع وفيها أيضا من المزايا كبر جرمها وحسن منظرها ولين ملمسها وفي أكلها مع الالتذاذ طيب رائحة ودباغ معدة وجودة هضم ولها منافع أخرى قاله الحافظ ابن حجر
(الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به) "يعمل" معطوف على "لا يقرأ" لا على "يقرأ"
(طعمها مر أو خبيث) شك من الراوي