يعمل مثل ما يعمل يحق للمسلم حينئذ أن يحاول وأن ينافس
الحالة الثانية حالة رجل أو امرأة آتاه الله مالا فجعله في يده لا في قلبه وابتغى به الدار الآخرة وأخذ ينفق منه في وجوه الإنفاق الشرعية صباح مساء فيحق للمسلم الذي يراه أن يتمنى مثله وأن يحاول الكسب الحلال والإنفاق مما يكتسب في سبيل الله
ففي الحالتين فضل كبير فضل قراءة القرآن وفضل الإنفاق في وجوه الخير وفي ذلك فليتنافس المتنافسون
-[المباحث العربية]-
(لا حسد إلا في اثنتين) "لا" نافية للجنس واسمها "حسد" مبني على الفتح في محل نصب وخبرها محذوف تقديره "محمود" أو مرخص به شرعا إلا في خصلتين وحالتين والمستثنى منه محذوف أي لا حسد في شيء من الأشياء أو في خصلة من الخصال إلا في خلصتين والمراد من الحسد الغبطة وهي تمني مثل ما عند الغير وهي محمودة شرعا بخلاف الحسد الذي هو تمني زوال نعمة الغير وهو محرم شرعا وإنما عبر عن الغبطة بالحسد للمشابهة بينهما من بعض الوجوه
(رجل) بالرفع والجر وهو على كل منهما قائم مقام المضاف المحذوف أي خصلة رجل فالرفع خبر مبتدأ محذوف أي إحداهما خصلة رجل والجر على البدلية من "اثنين" وذكر الرجل ليس للاحتراز عن المرأة وإنما ذكره للتمثيل فالحكم يعم النساء
(علمه الله القرآن فهو يتلوه) علمه قراءته حفظا أو قراءة والمراد العمل به مع التلاوة بدليل رواية ابن عمر "فهو يقوم به" وتلاوته أعم من أن تكون في صلاة أو في غير صلاة
(آناء الليل وآناء النهار) أي ساعات الليل وساعات النهار وليس المقصود استغراق جميع الأوقات بالقراءة حتى لا ينام أو لا يأكل أو لا