(إذ جاء رجل) قال الحافظ ابن حجر لم أقف على اسمه وعند مسلم فإذا مناد ينادي أن الخمر قد حرمت فيحتمل أن يكون الرجل هو المنادي
(قالوا أهرق هذه القلال) في رواية هرق بفتح الهاء وكسر الراء وسكون القاف والأصل أرق فعل أمر فأبدلت الهمزة هاء وقد تستعمل هذه الكلمة بالهمز والهاء معا كما في روايتنا قالوا وهو نادر وجاء في رواية أكفئها من الإكفاء وهو الإمالة والقلال جمع قلة وكانت جرة كبير
(فما سألوا عنها ولا راجعوها) أي ما شكوا في الخبر وما ترددوا في تنفيذه
-[فقه الحديث]-
جزم الدمياطي في سيرته بأن تحريم الخمر كان سنة الحديبية سنة ست من الهجرة وقد أخرج البيهقي مرفوعا وصححه ابن حبان اجتنبوا الخمر فإنها أم الخبائث وأنها لا تجتمع هي والإيمان إلا وأوشك أحدهما أن يخرج صاحبه
والحديث صريح في أن الصحابة اعتبروا الفضيخ خمرا مع أنه ليس من عصير العنب وجمهور العلماء على أن الخمر في الشرع اسم لكل ما يسكر سواء أكان من عصير العنب أو من نقيع التمر أو الزبيب أو العسل أو غيرها للحديث الصحيح كل مسكر خمر
قال الحافظ ابن حجر استدل بالحديث على أن المتخذ من غير العنب يسمى خمرا على أن السكر المتخذ من غير العنب يحرم شرب قليله كما يحرم شرب القليل من المتخذ من العنب إذا أسكر كثيره لأن الصحابة فهموا من الأمر باجتناب الخمر تحريم ما يتخذ للسكر من جميع الأنواع ولم يستفصلوا وإلى ذلك ذهب جمهور العلماء من الصحابة والتابعين وخالف في ذلك الحنفية فقالوا يحرم المتخذ من العنب قليلا أو كثيرا إلا إذا طبخ وفي المتخذ من غير العنب لا يحرم منه إلا القدر الذي