عمل والرجل الذي لم يعمل خيرا قط سوى أنه كان ينظر المعسر ويتجاوز عن الموسر فتجاوز الله عنه وكان من أهل الجنة وكان فيهم الثلاثة الذين دخلوا الغار فانطبقت عليهم الصخرة
وكانت التوراة قد تعرضت لبعض الكونيات كخلق حواء وأصل الخلق ونحو ذلك بشيء من التفصيل أكثر من تعرض القرآن وزاد الربانيون والأحبار في هذه الأخبار ما زادوا حتى أصبحت شبيهة بالقصص الذي يجذب السامعين واستهوى ذلك بعض كتاب المسلمين فشغلوا بقراءتها واستغل اليهود العرب تعطش المسلمين لهذه المعلومات على أنها تفصيل لما أجمل في كتابهم فأخذوا يقرءون التوراة المحرفة وما فيها من الدخيل بلغة اليهود العبرانية ويفسرونها للمسلمين بالعربية
استغلوا أن المسلمين قد أمروا بالإيمان بما أنزل على موسى عليه السلام حيث جاء في القرآن {قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق بين أحد منهم ونحن له مسلمون} وكان لا بد للإسلام أن يرشد الأمة إلى الوضع السليم من هذا الخليط أيصدقونه أم يكذبونه
وجاء الإرشاد والتوجيه لا تصدقوا أهل الكتاب في كل ما تسمعونه منهم وعنهم فإن في أخبارهم الأكاذيب والمفتريات والتحريف والدخيل ولا تكذبوهم في كل ما تسمعونه منهم وعنهم حتى ولو كان خارقا للعادة وغير معقول فقد كانت فيهم الأعاجيب اعتبروا أخبارهم قابلة للصدق وقابلة للكذب ولا تعتقدوا وقوعها ما لم يرد في الخبر الإسلامي الصحيح صدقها ولا تعتقدوا كذبها وعدم وقوعها ما لم يرد نص شرعي بنفيها وقولوا آمنا بما ثبت ويثبت أنه أنزل من عند الله أو وقع آمنا بكل ما جاء حقيقة عن إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب والأسباط وموسى وعيسى والنبيين جميعا لا نفرق بين ما جاء عن أحد منهم ونحن لما جاء عنهم مسلمون مصدقون