الكبائر مهما كانت الوسيلة ومهما كان الهدف وقد ذكرت بعض الأحاديث وسائل كانت شائعة معروفة آنذاك كمن قتل نفسه بحديدة ومن شرب سما فقتل نفسه ومن تردى من جبل والذي يخنق نفسه ولا شك أنه يقاس عليها من ألقى نفسه في البحر فغرق ومن أشعل في نفسه نارا فاحترق إلى غير ذلك من الوسائل الحديثة ولذا جاء في الحديث الصحيح ما يفيد التعميم ولفظه ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عذب به يوم القيامة
وأهل السنة على أن قاتل نفسه لا يكفر ما لم يستحل ذلك وأنه لا يقطع له بالنار وإن مات من غير توبة بل هو في حكم المشيئة يجوز أن يعفو الله عنه ويجوز أن يعاقبه على ذنبه ومثله كل مرتكب لكبيرة غير الشرك
والخوارج على أن قاتل نفسه وكل مرتكب لكبيرة من الكبائر كافر مخلد في النار محرم عليه الجنة
والمعتزلة على أن قاتل نفسه وكل مرتكب لكبيرة من الكبائر ليس بكافر ولا بمؤمن وأنه في منزلة بين المنزلتين وأنه مخلد في النار محرم عليه الجنة
وظاهر أحاديث قاتل نفسه الصحيحة والمتعددة وظاهر القرآن الكريم في قاتل النفس المؤمنة متعمدا مع المعتزلة فالله تعالى يقول في سورة النساء آية 93 {ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما} والأحاديث الصحيحة تقول من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا فيها أبدا ... وحديث الباب لفظه قال الله تعالى بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة
لذا كان على أهل السنة أن يجيبوا على هذه النصوص وأن يوجهوها بما يوافق مذهبهم في مقامين الأول في ألفاظ الخلود في النار والثاني في ألفاظ تحريم الجنة وقد أجابوا في المقام الأول بأجوبة منها