الأمر للجميع فيجب التبليغ على كل فرد بل الأمر للمجموع فيجب على البعض في الجملة وهو ما يسمى بفرض الكفاية ومفعولا بلغوا محذوفان أي بلغوا من وراءكم شيئا مما تسمعون مني

(ولو آية) آية خبر كان المحذوفة مع اسمها أي ولو كان المبلغ آية واحدة وهذا التعبير يشعر بالقلة والآية في اللغة تطلق على المعجزة وعلى العلامة وعلى العبرة وعلى البرهان والدليل والآية من القرآن معروفة وهل المراد هنا الآية القرآنية أو ما يعمها من حيث المعنى اللغوي أي بلغوا عني ولو علامة وجزئية من جزئيات الشريعة الظاهر الثاني

(وحدثوا عن بني إسرائيل) أي عن أخبارهم وأعاجيبهم وبنو إسرائيل قد يراد بهم أبناء يعقوب أخوة يوسف فإسرائيل اسم ليعقوب عليه السلام وقد يراد ذريتهم إلى النبي موسى وعيسى عليهما السلام ولهذا البحث تتمة في فقه الحديث

(ولا حرج) أي لا ضيق عليكم في الحديث عنهم فخبر لا محذوف أي لا منع من التحديث عنهم من جهة الشرع بعد أن كان قد نهى عن التحديث عنهم وقيل المعنى لا تضيق صدوركم بما تسمعونه عنهم من الأعاجيب وقيل لا حرج عليكم في عدم التحديث أي حدثوا ولا حرج عليكم أن لا تحدثوا أي حدثوا أو لا تحدثوا لكم الخيار وبقية التوضيح في فقه الحديث

(فليتبوأ مقعده من النار) اللام لام الأمر يقال تبوأ المكان إذا اتخذه مقرا والمقعد مكان القعود أي ليتخذ لقعوده وإقامته يوم القيامة مكانا في النار فلفظ من بمعنى في

-[فقه الحديث]-

لا شك أن الشريعة الإسلامية لا تصل إلى المكلفين إلا عن طريق تبليغ السامع لغير السامع ورب مبلغ أوعى من سامع فكان تبليغ الوحي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015