(شبرا بشبر وذراعا بذراع) في رواية شبرا شبرا أو ذراعا ذراعا أي في القليل والكثير فالمقصود تمام المتابعة وكمال الاقتداء أما فيهم المتابعة المنكرة المقصودة فسيأتي في فقه الحديث ونصب شبرا على أنه حال جامدة مؤولة بالمشتق تقيد التشبيه في الاتباع
(حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه) الجحر بضم الجيم وسكون الحاء والضب بفتح الضاد وتشديد الباء دابة صغيرة الحجم جبلية المسكن وجحرها مثل في الضيق والتعريج والرداءة فالكلام مبالغة في تمام المتابعة ووصول بها إلى فرض المستحيل
(اليهود والنصارى) مفعول به لفعل محذوف والتقدير أتعني اليهود والنصارى والاستفهام حقيقي
(فمن) اسم استفهام مبتدأ محذوف الخبر أي فمن أعني غيرهم والاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي لا أعني غيرهم
-[فقه الحديث]-
قال ابن بطال أعلم صلى الله عليه وسلم أن أمته ستتبع المحدثات من الأمور والبدع والأهواء كما وقع للأمم قبلهم
وقال القاضي عياض تمثيل للاقتداء بهم في كل شيء مما نهى الشرع عنه وذمه أهـ
وواضح من التمثيل بجحر الضب أن الحديث في المنكرات والقبائح والمسالك المتعرجة الرديئة واضح من قصد اليهود والنصارى أن الاتباع المعني إنما هو في الأمور الدينية فيؤول الإنكار إلى اتباع اليهود والنصارى في انحرافهم عن الطريق المستقيم وسلوكهم السلوك القبيح
والقصد من هذا الإنكار التحذير مما سيقع من الشر والبعد عن الدين وهو وإن كان بعيدا عن المخاطبين لن يحصل في زمنهم لكنه تخويف لهم وإيقاظ وتحذير لمن بعدهم