44 - عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن

-[المعنى العام]-

في مقام ذم بني إسرائيل وذكر عجائبهم وما وقع منهم من انحراف عن شريعتهم وفي مقام تحذير الصحابة ومن بعدهم من أن يحذوا حذوهم ويقلدوهم في بدعهم يحذر النبي صلى الله عليه وسلم أمته مما سيقع منهم يحذر الكثرة مما ستقع فيه القلة يحذر من التقليد الأعمى يحذر من الأضواء الكاذبة ومن إلباس الحق بالباطل ومن تزيين المفاسد يحذر من الاتباع في الابتداع ويخبر بما سيقع في آخر الزمان للمسلمين وأنهم سيضيعون العزة والكرامة وسيشعرون بالذلة والهوان والنقص وسيجعلون اليهود والنصارى سادة لهم يرفعون إليهم أبصارهم والنفس مولعة بتقليد الأعلى فيسلكون مسلكهم ويحاكونهم في سوآتهم ونقائصهم حتى لو سلكوا أقبح المسالك وأضيقها حاكوهم واتبعوهم وفعلوا مثلهم وقد حصل الكثير من هذا في زماننا والعياذ بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

-[المباحث العربية]-

(لتتبعن) اللام في جواب قسم محذوف والخطاب لأمة الإجابة الإسلامية والعين في لتتبعن مضمومة والنون مشددة للتأكيد

(سنن) بفتح السين والنون أي طريق

(من قبلكم) أي الذين سبقوكم زمنا ممن لهم طريق سماوي والمقصودون أهل الكتاب اليهود والنصارى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015