واحد ودجان فذكر الأوداج بالجمع على رأي من يجعل الجمع فوق الواحد أو لأن كل قطعة من الودج تسمى ودجا
(ذهب عنه ما يجد) من وجد يجد وجدا وموجدة إذا غضب ويقال وجد يجد وجدانا إذا لقي ما يطلبه
(فقالوا) في رواية للبخاري فانطلق إليه الرجل فأخبره بقول النبي صلى الله عليه وسلم وقال ... إلخ وفي رواية مسلم فقام إلى الرجل رجل ممن سمع النبي صلى الله عليه وسلم فالذي خاطبه واحد وهو معاذ بن جبل كما بينته رواية أبي داود ولفظها قال فجعل معاذ يأمره فأبى وضحك وجعل يزداد غضبا فالجمع هنا لرضى الحاضرين عن القول فأسند إلى الجمع
(إن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان) هذه رواية بالمعنى فإنه صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى ذلك وليس في الحديث أنه أمرهم أن يأمروه بذلك
(وهل بي جنون) الاستفهام إنكاري بمعنى النفي أي ليس بي جنون وفي رواية للبخاري أترى بي من بأس أمجنون أنا اذهب وكأنه توهم أن الاستعاذة مختصة بالمجانين.
-[فقه الحديث]-
قال الحافظ ابن حجر خليق بهذا الرجل أن يكون كافرا أو منافقا أو كان غلب عليه الغضب حتى أخرجه عن الاعتدال وحتى زجر الناصح الذي دله على ما يزيل عنه ما كان به من وهج الغضب قال وقيل إنه من جفاة الأعراب وظن أنه لا يستعيذ من الشيطان إلا من به جنون ولم يعلم أن الغضب نوع من شر الشيطان ولهذا يخرج به عن صورته ويزين إفساد ماله كتقطيع ثوبه وكسر آنيته أو الإقدام على من أغضبه ونحو ذلك مما يتعاطاه من يخرج عن الاعتدال أهـ
-[ويؤخذ من الحديث: ]-
1 - التحذير من السباب واللعن والتنفير منهما وقد ذكر البخاري الحديث تحت باب ما ينهى من السباب واللعن