الفكر بذكر الله بدلا من الانشغال بما أغضب أو يغضب وخير الذكر في هذه الحالة أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فيطلب العون والحماية من ربه على شيطانه

وقصة الحديث تتلخص في مجلس يجلسه صلى الله عليه وسلم بين أصحابه وفيهم معاذ بن جبل وعلى مقربة من مجلسهم كان رجلان يتناقشان وتطورت مناقشتهما إلى سباب سب كل منهما الآخر وكان أحدهما سريع الغضب قويه انتفخت أوداجه وعروق حلقه وارتعشت أعضاؤه وراح يتحفز لمقاتلة أخيه ورسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه يرى ويسمع فقال لجلسائه إني لأعلم كلمة لو قالها هذا الغضبان لزال عنه الغضب لو قال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنه هذا الانفعال وهدأ فقام معاذ بن جبل من مجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وذهب للرجل المغضب وأسر إليه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب عنك ما تجد

وظن الرجل لجهله وغلظته أنه ظن أن به مسا من الشيطان فقال لمعاذ انصرف وابتعد فلست مجنونا وليس بي مس من الجن ولم يقبل النصيحة وأعانه الشيطان على رفضها فكان له قرينا ولم يجن من غضبه إلا ما تسوء عاقبته في الدنيا والآخرة

-[المباحث العربية]-

(عن سليمان بن صرد) بضم الصاد وفتح الراء صحابي مشهور قتل سنة خمس وستين من الهجرة وله ثلاث وتسعون سنة

(ورجلان يستبان) أي يسب كل منهما الآخر ولم يقف المحدثون على اسميهما جريا على عادة الصحابة والتابعين في ستر وإغفال أسماء من يسيء

(احمر وجهه وانتفخت أوداجه) في رواية مسلم تحمر عيناه وتنتفخ أوداجه وفي رواية أحمد وأصحاب السنن من حديث معاذ حتى إنه ليخيل إلى أنفه ليتمرغ من الغضب وانتفاخ الأوداج كناية عن شدة الغضب ولكل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015