الجن في أول الليل دون ما بعد ساعة من أوله أمر غير معقول المعنى حتى يمنع الصبيان ساعة ثم يصرح لهم بعدها بالخروج والانتشار مع أن الخطورة المعقولة تشتد كلما تأخر الليل
والذي تستريح إليه النفس أن شيطان الجن بإغوائه يستغل الليل ليوسوس إلى الإنسان ويسبح بخياله لهذا الإغواء من الكبار ثم هم في النهار مشغولون مع آبائهم في العمل أو في التعليم ووقت فراغهم هو أول الليل فحرصت الشريعة على حمايتهم وصيانتهم فترة فراغهم
والمقصود أنهم لا يخرجون إلى الفيافي والقفار والأماكن الخالية والمهجورة وليس المنع عن مطلق الخروج ولو لمصلحة ولعل الحديث سيق لبيئة خاصة وظروف خاصة يخشى على صبيانهم في وقت معين لكثرة وقوع الشرور فيه دون ما بعده ثم إن هذه البيئة كانت تقضي الحاجة في الخلاء إذ لم يكن عندهم كنف فكان الإذن للصبيان بالخروج قبل النوم لقضاء الحاجة
2 - وأما إغلاق الأبواب فقد ترجم له البخاري بباب إغلاق الأبواب بالليل وقيد الليل هنا لما أنه أكثر حاجة للوقاية والأمن من النهار فهو وقت النوم والغفلة التي تمكن اللصوص وأهل الفساد من الإفساد وهذا لا يمنع من طلب إغلاق الأبواب نهارا إذا استدعى الأمر ذلك
وقد جاء في الحديث فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا قال الحافظ ابن حجر ففيه إشارة إلى أن الأمر بالإغلاق لمصلحة إبعاد الشيطان عن الاختلاط بالإنسان أهـ
وقال ابن دقيق العيد يحتمل أن يؤخذ قوله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا على عمومه فيشمل الباب الذي ذكر اسم الله عند إغلاقه والذي لم يذكر ويحتمل أن يخص بما ذكر اسم الله عليه ثم قال والحديث يدل على منع دخول الشيطان الخارج فأما الشيطان الذي كان داخلا فلا يدل الخبر على خروجه قال فيكون ذلك لتخفيف المفسدة لا رفعها ويحتمل