فالأمر في فكفوا للجميع وفي أغلق للجميع والتنوع في الأسلوب

(وأوك سقاءك) الوكاء اسم للخيط الذي يربط به فم القربة وأوك أمر من الإيكاء يقال أوكى السقاء ربطه وشد فمه والسقاء إناء السقي والمراد هنا القربة ونحوها لأنها التي تشد وتربط

(وخمر إناءك) يعم إناء الطعام والشراب وغيرها يقال خمرت الإناء أي غطيته ومنه خمار المرأة لأنه يسترها

(ولو تعرض عليه شيئا) تعرض بفتح التاء وضم الراء وأجاز بعضهم كسر الراء وهو مأخوذ من العرض مقابل الطول والمراد تجعل شيئا على عرض الإناء وفي رواية للبخاري ولو أن تعرض عليه عودا أي تجعل العود عليه بالعرض والمعنى أن تغطي الإناء فإن لم تجد ما تغطيه به فلا أقل من أن تضع شيئا على عرضه أما ماذا يفيد العود فيأتي توجيهه في فقه الحديث

-[فقه الحديث]-

يتعرض الحديث إلى خمس نقاط يجمعها الحفظ والوقاية من الضرر وهي حفظ الصبيان ليلا وإغلاق الباب وإطفاء المصباح وربط فم السقاء وتغطية الإناء

1 - أما كف الصبيان عن الخروج والانتشار ليلا فقد قال ابن الجوزي إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا والذكر الذي يحذر منه الشياطين مفقود من الصبيان غالبا والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به فلذا خيف على الصبيان في ذلك الوقت أهـ

وفي هذا الكلام نظر لأن الصبيان التي ذكرها هي حالتهم ليلا ونهارا ولو أمكن للشيطان أن يعبث بهم لهذا لعبث بهم نهارا وفي بيوتهم ليلا إذا خلوا في حجرة أو في محل الخلاء ثم إن انتشار الشياطين من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015