على التشكل بأشكال مختلفة منزهة عن ظلمة الشهوة وكدرة الغضب خلقوا على صور مختلفة وأقدار وحجوم متفاوتة بعضهم أولو أجنحة مثنى وثلاث ورباع يسد الجناح الأفق أو يحمل القرية فيخسف بها الأرض أو يصيح الملك فتموت الأمة لا يحصي عددهم إلا الله {وما يعلم جنود ربك إلا هو} ساداتهم الأكابر أربعة جبريل وميكائيل وعزرائيل وإسرافيل ومنهم الحفظة والسياحون في الأرض يبتغون مجالس الذكر والمصلين ومنهم المقربون وحملة العرش والحافون به والموكلون بالنطف والخلق في بطن الأم، ومنهم خزنة السماء وخزنة الجنة وخزنة النار والزبانية وغير ذلك

وظاهر الحديث أن حب الله للعبد يستلزم حب أهل الأرض له وهو لزوم غالبي فقد يحب الله عبدا مغمورا بين الخلائق أشعث أغبر لا يهتم به أحد ولهذا قال المحققون كل من هو محبوب القلوب عند أكثر من يعرفه من المؤمنين فهو محبوب عند الله وتعكس هذه القضية عسكا منطقيا إلى بعض من هو محبوب عند الله هو محبوب عند أكثر من يعرفه من المؤمنين

والحديث هنا لم يتعرض لبغض الله العبد وبغض الخلائق له لكنه تعرض له في غير رواية البخاري إذ جاء وإذا أبغض عبدا نادى جبريل إني أبغض فلانا فأبغضه قال فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يبغض فلانا فأبغضوه فيبغضونه ثم يوضع له البغض في الأرض

وحب الله للعبد أساسه التقوى لقوله تعالى {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وتقوى الله تستوجب حسن الخلق وحسن معاملة الإنسان لمن يعرفه وأقلها طلاقة الوجه والبعد عن أذى اللسان واليد وأحسنها إزالة الأذى عن الطريق وإفشاء السلام وإطعام الطعام ووصل من قطع وإعطاء من منع والعفو عمن ظلم بمثل هذا يتحقق حب الله وحب الناس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015