(ثلاث منها متواليات) التمييز مفرده الشهر وهو مذكر فكان الأصل أن يقال ثلاثة لكن لما حذف المعدود جاز تذكير العدد وتأنيثه حسب الذي يقدر ويروى (ثلاثة) بالتاء على الأصل

(ورجب مضر) معطوف على ثلاث وإنما أضيف إلى مضر لأنها كانت تحافظ على تحريمه أشد من محافظة سائر العرب

(الذي بين جمادى وشعبان) رفع للبس وإزالة الشك وتحديد لمنع النسيء والتأخير

-[فقه الحديث]-

هذا الحديث جزء من خطبته صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يبطل به نسيء الجاهلية الذي حكاه جل شأنه وأوعد عليه بقوله {إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين}

والمعنى أن تأخير الأشهر عن مواقيتها وزيادة أوقات الحل وترحيل أوقات الحرمة زيادة في كفر الكافرين وضم معصية إلى معاصيهم فهم يحلون ما حرم الله وتحليل ما حرم الله كفر على كفرهم يحلون الشهر المحرم عاما من الأعوام ويحافظون على حرمته عاما آخر

قال الكلبي في تفسيره أول من فعل ذلك رجل من كنانة يقال له نعيم بن ثعلبة وكان إذا هم الناس بالعودة من موسم الحج قام فخطب فيهم وقال لا مرد لما قضيت ثم يحل لهم بعض الأشهر الحرم وقال الضحاك في تفسيره أول من فعل ذلك جنادة بن عوف الكناني وكان مطاعا في الجاهلية وكان يقوم على جمل في موسم الحج فينادي بأعلى صوته إن آلهتكم قد أحلت لكم المحرم فأحلوه ثم يقوم في العام القابل فيقول إن آلهتكم قد حرمت عليكم المحرم فحرموه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015