التحريم مجرد العدد لا خصوصية الأشهر المعلومة وربما زادوا في عدد الشهور بأن يجعلوها ثلاثة عشر أو أربعة عشر ليتسع لهم الوقت ويجعلوا أربعة أشهر حراما من السنة ولذلك نص على العدد (اثنا عشر شهرا) وكان وقت حجهم يختلف لذلك فكان الحج في السنة التاسعة التي حج فيها أبو بكر بالناس في ذي القعدة وفي حجة الوداع وهي التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الحديث كان في ذي الحجة وهو الذي كان موعد الحج على عهد إبراهيم عليه السلام فاستدار الزمان وعاد الاسم على المسمى وعلى وقته الذي أراده الله فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته أن تحترم الأشهر الحرم وأوقاتها وحددها تحديدا لا يقبل النسيء والتأخير ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم والشهر الذي بين جمادى وشعبان والذي تحافظ مضر على اسمه في وقته حتى نسب إليها فقيل رجب مضر
هذه هي السنة العربية الإسلامية وأشهرها أما أي الأشهر أولها وأي الأشهر آخرها وبأي الأحداث أرخ فكان في زمن عمر رضي الله عنه جعل أولها المحرم وأرخ بسنة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قبل ذلك في صدر الإسلام يؤرخ بعام الفيل وأوله ربيع الأول والله أعلم
-[المباحث العربية]-
(إن الزمان) الزمان اسم للوقت قليله وكثيره والمراد به هنا السنة بشهورها فالمعنى إن الزمان في انقسامه إلى أعوام وانقسام الأعوام إلى الأشهر عاد إلى أصله
(قد استدار) يقال دار يدور واستدار يستدير إذا طاف حول الشيء وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه والمعنى هنا أن النسيء وتأخير الأشهر وتغيير أسمائها وأوقاتها قد عاد إلى الأصل
(كهيئته يوم خلق الله) الكاف اسم بمعنى مثل صفة لمفعول مطلق محذوف أي استدارة مشابهة لهيئته يوم خلق الله السموات