السفر والبعد عن الراحة والزينة وأشعث منصوب على الحال من عبد لأنه نكرة وصفت فساغ مجيء الحال لها كذا قال الكرماني وقال غيره مجرور بالفتحة لمنعه من الصرف صفة لعبد ورأسه مرفوع على الفاعلية
(مغبرة قدماه) تأكيد للخشونة والمشقة والبعد عن الراحة والزينة وإعرابه كإعراب سابقه
(إن كان في الحراسة كان في الحراسة) اتحد هنا الشرط والجزاء في اللفظ وقصد اختلافهما في المعنى والتقدير إن دعته المصلحة أن يكون في الحراسة ومقدمة الجيش التي تحرس من هجوم العدو قبل وأدى واجبه فيها خير أداء
وحاصل اختلاف الشرط والجزاء يرجع إلى قيد ملاحظ في الجزاء أي إن كان في الحراسة كان في الحراسة راضيا عاملا وإن كان في المؤخرة كان في المؤخرة راضيا عاملا فهو لا يقصد بجهاده الرياء والشهرة وإنما هدفه الإسهام في نصر دين الله قدر ما يستطيع في أي موقع
(إن استأذن لم يؤذن له) مظهر آخر من مظاهر عدم الاهتمام بالغنى الذي يزن الناس به الرجال فهم لا يعرفون قدره وهو لا يعني بمنزلته عندهم بقدر عنايته بمنزلته عند ربه وقد حذف المستأذن عليه والمستأذن فيه للتعميم أي إن استأذن على أحد في الدخول أو في الكلام لم يؤذن له وقدموا عليه في الدخول أو في الكلام ذا المال وذا المنصب
(وإن شفع لم يشفع) بضم الياء وفتح الشين وتشديد الفاء المفتوحة أي لم تقبل شفاعته ولا ينظر إليها ولا يهتم بها لأنه أشعث أغبر
-[فقه الحديث: ]-
ذكر البخاري هذا الحديث في كتاب الجهاد تحت باب الحراسة في الغزو في سبيل الله باعتبار نصفه الأخير طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في