في الوقت الذي وضع فيه فخذه صلى الله عليه وسلم على فخذ زيد ولعل ذلك من شدة الوحي عليه كالمريض المتألم الذي يلجأ إلى من بجواره كأنه يستنجد به
(فثقلت علي) أي ثقلت الفخذ على فخذي وفي رواية فلا والله ما وجدت شيئا قط أثقل منها
(حتى خفت أن ترض فخذي) ترض بفتح التاء وضم الراء وتشديد الضاد أي تدق فخذي وتطحنها
(ثم سري عنه) بضم السين وتشديد الراء المكسورة أي كشف عنه
{غير أولي الضرر} قرئ غير بالرفع على البدل من القاعدون وقرئ بالجر صفة للمؤمنين وقرئ بالنصب على الاستثناء
-[فقه الحديث]-
لا خلاف في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين غير أولي الضرر أي على القاعدين عن الجهاد من غير عذر شرعي مثله القرآن الكريم بقوله {ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج} وإنما الخلاف في تفضيل المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين عن الجهاد من أصحاب الضرر والعذر الشرعي
فذهب بعض العلماء إلى المساواة في الأجر بين المجاهد وبين المعذور القاعد إذا صدقت نيته لحديث إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم من واد إلا وهم معكم حبسهم العذر
وظاهر الحديث أن نزول غير أولي الضرر إنما كان إجابة لابن أم مكتوم عن سؤاله ما ذنبنا لو نستطيع الجهاد لجاهدنا فظاهر الآية استواء أولي الضرر مع المجاهدين لأنها استثنت أولي الضرر من عدم الاستواء فأفادت إدخالهم في الاستواء إذ لا واسطة بين الاستواء وعدم الاستواء فيثاب المجاهد مقابل بذل المال أو الروح ويثاب صاحب العذر الثواب نفسه تفضلا وكرما من الكريم المتفضل